قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إنه لا يمكن أن يترك المجتمع الدولي الأوضاع على الأرض في سورية تسيطر على الحل السياسي، فيما طالب وكيل الشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، بـ"مساعدة حلب قبل أن تتحول إلى مقبرة".
وأشار إلى أنه حوالى أكثر من 16 ألف نسمة غادروا المدينة ومن المتوقع أن تزداد أعداد النازحين. وأكد ضرورة السماح للأمم المتحدة على العمل من أجل مساعدة المدنيين.
وتحدث دي ميستورا عن "حاجة عشرات الآلاف من المدنيين في غرب وشرق حلب إلى المساعدات".
وأشار المبعوث الأممي إلى مبادرته السياسية والتي "تطالب بوضع حد لأعمال العنف ومغادرة مقاتلي جبهة النصرة من حلب والمحافظة على الإدارة المحلية، وهذا الاقتراح تجري مناقشته منذ ستة أسابيع مع الجهات المختلفة بما في ذلك خلال اجتماع لوزان". وأضاف "أن هذا الاقتراح لا يمكن تطبيقه بشكل كامل حالياً، ولكنه ما زال مطروحاً. ونحن على قناعة للمساعدة على مغادرة المقاتلين الذين يعتبرهم المجلس إرهابيين وهذا أمر يجب أن يتفق عليه جميع الأطراف".
وتوقع أن يستمر الاقتتال في حلب إلى أسابيع إضافية. وأكد أنه سيقدم في شهر ديسمبر/ كانون الأول إحاطة أكثر شمولية حول العملية السياسية أمام مجلس الأمن.
وجاءت أقوال دي ميستورا، خلال جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بطلب من فرنسا وبريطانيا، حول الوضع في سورية عامة وحلب خاصة. وقدم كذلك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، والمدير التنفيذي لمنظمة "يونيسف" في الشرق الأوسط جيت كابيلاري، إحاطة أمام مجلس الأمن حول آخر التطورات في الملف السوري.
ومن جهته قال أوبراين: "تتحدث الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن الآثار المدمرة على الملايين من السوريين للنزاع في سورية، منذ أكثر من خمس سنوات. مطالبنا لهذا المجلس لم تجد آذاناً صاغية فأطراف النزاع مستعدون القيام بأي عمل ولا خطوط حمراء في سورية للتوصل إلى أي تقدم عسكري لهذا أو ذاك الطرف".
وأكد أوبراين "أن العشرات من المدنيين قتلوا خلال ضربة جوية هذا الصباح ونقدر نزوح أكثر من 25 ألف، 60 أو 70 بالمائة منهم من الأطفال والنساء. والأرقام تتغير بشكل مستمر".
وناشد الحكومة السورية بتمكين الجهات الدولية من الدخول وتقديم المساعدات إلى المحتاجين. وتحدث أوبراين عن تقارير بموجبها تمنع المجموعات المسلحة من غير الدولة المدنيين من الخروج من حلب. وأشار إلى وجود منشآت سرية تابعة للحكومة يتم تعذيب المدنيين فيها.
وناشد كافة أطراف النزاع باحترام المدنيين. وعبر عن قلقه العميق على حياة بقية المدنيين في شرق حلب الذين يعانون من حصار منذ مدة طويلة. وفي ما يخص المستشفيات، تحدث أوبراين عن نقل الجرحى على عربات نقل الخضراوات بسبب تعطل أغلب سيارات الإسعاف في شرق حلب.
وناشد المجتمع الدولي مساعدة أهل حلب "قبل أن تتحول إلى مقبرة". وأشار إلى محاصرة القوات الحكومية لمناطق ريفية عديدة في أنحاء مختلفة من سورية. وطالب بوصول المساعدات الإنسانية ووضع حد للحصار الوحشي. وتساءل "لماذا لا يستطيع مجلس الأمن التوحد لحل الأزمة السورية؟ وحث المجتمع الدولي للسعي نحو حل سياسي يعطي بصيصاً من الأمل لملايين الأسر السورية التي لا تستطيع أن تنام الليلة".