ويحمل تطوع ضباط بجهاز الشرطة في البصرة بمهمة تحذير ناشطين من أنهم ضمن قائمة مطلوبين أعدتها فصائل مسلحة بالمدينة بتهمة حرق القنصلية الإيرانية، معان كثيرة، وفقاً للشيخ علي الفتلاوي، أحد وجهاء وأعيان المدينة، الذي أوضح لـ"العربي الجديد"، أن عددا من ضباط الأمن "مشكورين اتصلوا هاتفياً بناشطين من أبناء العشيرة وعشائر أخرى وطالبوهم بالاختفاء وعدم التواجد بالمنازل أو السفر خارج البصرة كونهم على لائحة المليشيات بتهمة حرق القنصلية الإيرانية".
ويتابع "هذا مؤشر على أن العراقي يحن للعراقي، لكنه أيضاً يؤشر على درجة نفوذ المليشيات الخارجة عن القانون في البصرة وائتمارها بأوامر الخارج"، وفقاً لقوله، مشيراً إلى أن حملة الاعتقالات ما زالت متواصلة".
بدوره، قال سعيد البصري، أحد أبرز الناشطين في البصرة، إنه وعدد من زملائه موجودون في العاصمة بغداد منذ أيام تحاشياً لملاحقات من وصفهم بـ"مليشيات منفلتة وأجهزة أمنية غير معروفة الارتباطات".
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "الخوف حالياً ليس من قوات الأمن في البصرة بل من القوات القادمة من خارجها ومن المليشيات. والتعذيب والضرب الذي يتلقاه المعتقلون وحشي وغير أخلاقي بالمرة".
وأكد أن "بعض العشائر نجحت في حماية أبنائها من الاعتقال"، لافتاً إلى أن "الذين لا يملكون عشائر قوية في البصرة تعرضوا للاعتقال والإهانة والإخفاء لبعضهم".
يأتي ذلك مع اغتيال واحدة من أبرز الناشطات في التظاهرات الأخيرة بمدينة البصرة، مساء أمس الثلاثاء، على يد مجموعة مسلحة وسط مدينة البصرة، وتم توجيه الاتهام لمليشيات العصائب بالوقوف وراء عملية الاغتيال.
وكشفت مصادر محلية وقبلية في مدينة البصرة عن ارتفاع عدد الذين اعتقلوا خلال أسبوعين إلى أكثر من 140 ناشطا، من بينهم 18 ناشطا لا تعرف أماكنهم ولا الجهة التي قامت باعتقالهم، وهم جميعاً من قادة ومتصدري التظاهرات التي اندلعت في البصرة للمطالبة بالخدمات وفرص العمل.
وقال ضابط رفيع في جهاز الشرطة المحلية في البصرة، إن "الجهات التي تنفذ الاعتقالات ليست تابعة لجهاز الشرطة بل قادمة من خارج المحافظة، وتحديداً من بغداد وبابل"، مبيناً أن "تلك القوات اعتقلت العشرات، وهناك مليشيات معروفة بقربها من إيران نفذت عمليات اعتقال لأشخاص يقولون إنهم شاركوا باقتحام السفارة الإيرانية".
وأكد الضابط في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "عمليات الاعتقال ما زالت متواصلة"، لافتاً إلى "جريمة اغتيال الناشطة في التظاهرات سعاد العلي، أمس، مع مرافقها وسط البصرة"، مؤكداً أن "الضحية تعرضت لتهديدات وهجوم لفظي من مليشيات العصائب قبل أيام، لذا هي الجهة المتهمة حالياً بالاغتيال، والشرطة ما زالت تحقق".