كشفت مصادر مقربة من برلمان طبرق أن اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، يعتزم التحرك داخل البرلمان من أجل تغيير رئيسه عقيلة صالح، بعدما انتهت الخلافات المتصاعدة بينهما، منذ أشهر، إلى رفض صالح طلبه بعدم حضور قمة الكونغو الخاصة بالأزمة الليبية.
وتأتي هذه التطورات بعد تلقي حفتر رسالة من رئيس الكونغو، دي ني ساسو انكيسو، يعتذر فيها عن الدعوة التي سبق أن وجهها إليه لحضور القمة الخاصة بليبيا، إثر رفض رئيس المجلس الأعلى للدولة، عبد الرحمن السويحلي، حضور القمة من دون دعوة أخرى موجهة لرئيس أركان الجيش المعين من قبل المجلس الرئاسي، عبد الرحمن الطويل.
وأوضح مصدر لـ"العربي الجديد" أن "كتلة برلمانية موالية لحفتر ستدعو إلى جلسة قريباً لتغيير رئيس البرلمان، مقدمة عدة حجج لتنفيذ رغبة حفتر"، لافتاً إلى أن الخلافات المتصاعدة منذ ثلاثة أيام عكستها تصريحات وزير الصحة بحكومة البرلمان، رضا العوكلي، المقرب من حفتر.
وكانت وزراة الصحة في حكومة البرلمان قد نشرت على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" لقاء صحافياً للوزير العوكلي مع صحيفة "البيان" المصرية أول من أمس الأربعاء، يعلن فيها عن "قرب إطلاق حفتر لحكومة وحدة وطنية برئاسته".
وقال العوكلي إن "البرلمان الليبي وتحالفات التكتلات السياسية الليبية ستدفع إلى تشكيل حكومة برئاسة المشير خليفة حفتر، تسعى لبسط سلطتها على كل الأراضي الليبية".
وذكر المصدر أن نوايا حفتر لإعلان حكومة، والسعي لإبعاد عقيلة صالح، جاءت بفعل الضغط المتزايد عليه، لا سيما بعد فشل فرنسا في تنفيذ اتفاق باريس بين حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، لافتا إلى أن نجاح حكومة الوفاق في تعيين خصمه العسكري الأبرز في بنغازي، فرج قعيم، وكيلاً لوزارة الداخلية، واحتفال قبيلة العواقير التي تسيطر على غرب بنغازي بقرار التعيين أزعج حفتر بشكل كبير.
ولفت المصدر إلى أن القاهرة، الحليف الخارجي الأقرب لحفتر، لم تتعاطَ مع مطالبه للاحتجاج على تراجع رئيس الكونغو عن دعوته.
وكانت قيادة قوات حفتر قد أعلنت، على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، عن عدم حضوره القمة، مكتفية بالقول: "المشير قدم اعتذاراً رسمياً لرئيس الكونغو عن حضور القمة"، من دون تقديم أي توضيحات.