جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي قصير عقده السيسي مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر القبة، في ختام المباحثات الثنائية والموسعة بين الطرفين في مستهل زيارة هولاند الرسمية اﻷولى للقاهرة.
وهذه المرة اﻷولى التي يشير فيها السيسي صراحة إلى احتمال "تدخل دول أخرى" في ليبيا، بعد نحو شهرين من إطلاق التصريحات الرافضة للتدخل العسكري دولياً أو إقليمياً في ليبيا.
ودعا السيسي المجتمع الدولي ﻹنجاح "مهمة حفتر"، وذلك من خلال "رفع حظر توريد اﻷسلحة عن الجيش الليبي، ودعم الجيش والشرطة التابعين لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بالتدريب لمدة ليست بالقصيرة، حتى يصبح الجيش مؤهلاً لتأمين حدود البلاد والقضاء على المليشيات اﻹرهابية".
وذكر السيسي أن "الجيش المصري يتولّى بمفرده تأمين حدوده الممتدة مع ليبيا"، واصفاً هذه المسؤولية بـ"الصعبة"، مشدداً على دعم بلاده لحكومة السراج.
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الفرنسي دعم بلاده الكامل لحكومة السراج حتى تتولى جميع مسؤولياتها وتكون لها الكلمة العليا في ليبيا.
واعتبر هولاند أن دعم حفتر ليس اﻷساس في ليبيا، بل يأتي لاحقاً لدعم الحكومة وجيشها وتهيئة المناخ لها لممارسة سلطاتها.
وشدد هولاند على أهمية إرساء السلام في ليبيا والقضاء على المليشيات اﻹرهابية لتأمين المنطقة بأسرها، والحفاظ على أمن دولتي الجوار مصر وتونس.
وفي سياق جهود محاربة اﻹرهاب أيضاً، ورداً على سؤال من صحافي مصري عما إذا كانت فرنسا ستراعي حقوق اﻹنسان (إذا كانت تحارب اﻹرهاب مثل مصر) قال هولاند: "نحن نحارب اﻹرهاب بالفعل، فقد تعرضنا لهجومين إرهابيين في الآونة اﻷخيرة وأعلنا حالة الطوارئ القائمة حالياً، وأصدرنا قوانين لتعزيز محاربة اﻹرهاب، وطورنا ضرباتنا على معاقل اﻹرهاب في سورية والعراق، وكل هذا دون المساس بحقوق وحريات المواطنين، لنعطي برهانا على الثقافة والمبادئ الفرنسية".
واستطرد هولاند قائلاً: "حماية حقوق اﻹنسان لا تعني أن نترك الجماعات الراديكالية تعبث بأمننا".
وأعلن السيسي وهولاند أن المحادثات بينهما، والتي استغرقت نحو ساعتين فقط بين مراسم الاستقبال الرسمي بقصر القبة والمؤتمر الصحافي، قد تناولت اﻷوضاع في الشرق اﻷوسط وتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية.
ويرافق هولاند عدد من رجال اﻷعمال وأصحاب الشركات المستثمرة في مصر، وتلك التي ترغب في الاستثمار بها، والاستفادة من التسهيلات وحوافز الاستثمار العديدة التي قدمتها حكومة السيسي للمستثمرين اﻷجانب.
ومن المقرر أن يوقع الطرفان المصري والفرنسي خلال هذه الزيارة 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم أبرزها مساهمة فرنسا في تمويل مشروع تطوير مترو أنفاق القاهرة الذي كانت قد تكفلت بتدشينه في منتصف الثمانينيات، وكذلك تمويل مشروعات لمد الغاز الطبيعي لمنازل الصعيد، وتوريد معدات عسكرية وأسلحة جديدة لمصر.
ويزور هولاند مصر في إطار جولة شرق-أوسطية تشمل لبنان واﻷردن، وسيحل غداً في مجلس النواب المصري وعدد من المناطق السياحية واﻷثرية بالقاهرة التي مولت فرنسا عمليات ترميمها.