وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن أرتالاً عسكرية تابعة للهيئة دخلت مدينة الأتارب بعد مفاوضات تحت النيران، أسفرت عن اتفاق نصّ على السماح لمن أراد المغادرة نحو عفرين وتسليم السلاح للتنظيم، بالإضافة إلى إتباع المدينة لحكومة الإنقاذ التي تعتبر الجناح السياسي للهيئة.
وبعد سيطرتها على مدينة الأتارب، أغلقت "تحرير الشام" معبرين مع مناطق سيطرة فصائل "السوري الحر" العاملة في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" قرب حلب، وقالت إن ذلك بهدف البحث عن مطلوبين.
وتُعتبر مدينة الأتارب من أبرز المدن غرب حلب التي شاركت في الحراك الثوري ضد النظام السوري، وكذلك "تحرير الشام"، التي حاولت اقتحام المدينة مرات عدة، إلا أن الأهالي كانوا يخرجون في تظاهرات ضدها، ما كان يدفعها إلى الانسحاب، كما تعرضت المدينة لعددٍ كبير من الغارات من طائرات النظام وروسيا، التي خلّفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
ونتج عن العملية أيضاً القضاء على فصيل "حركة نور الدين زنكي"، أبرز فصائل الجبهة الوطنية للتحرير، إضافة إلى فصيلي "ثوار الشام" و"بيارق الإسلام" التابعين لـ"السوري الحر" والعاملين في الأتارب.
وبعد تثبيت نقاطه في المنطقة، يبدو أن التنظيم سيتوجه نحو ريف إدلب، وخاصة مدينتي معرة النعمان وأريحا الواقعتين على أهم طريقين تجاريين، وهما حلب - اللاذقية، وحماة - حلب.
وتناقلت وسائل إعلام محلية أنباء عن اتفاق بين الجبهة الوطنية وتنظيم تحرير الشام على تسلم الأخير ريف معرة النعمان الشرقي من دون قتال، إلا أن العميد والمحلل السياسي أحمد رحال استبعد ذلك.
وقال رحال، في حديث مع "العربي الجديد"، إن المرحلة الحالية تدلّ على أن الهيئة متجهة للسيطرة على طرق التجارة والمواصلات، ولا نية واضحة تشير إلى توجهها نحو ريف معرة النعمان الشرقي.
ومن جانبه، توقع أحمد عيسى الشيخ، قائد فصيل صقور الشام التابع للجبهة الوطنية، والعامل في جبل الزاوية، توجّه تحرير الشام إلى إدلب، لاستكمال السيطرة على المنطقة.
وقال في بيان إن مقاتلي فصيله سيبقون ثابتين في مواقعهم حتى النصر أو الموت، كما ناشد المقاتلين الذين وصفهم بالشرفاء للوقوف في وجه هذه الهجمات العدائية من قبل الهيئة.
وأنهى تنظيم تحرير الشام، في وقت سابق، 15 فصيلاً معارضاً، من أبرزها جبهة ثوار سورية، أكبر فصيل تابع للجيش السوري الحر، وسيطر على معظم إدلب وريف حلب الغربي.