شيّعت قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، 20 عنصراً قتلوا خلال مواجهات مع فصائل المعارضة في سهل الغاب شمال غربي حماة، في وقت دارت فيه اشتباكات على بعد مئات الأمتار من معسكر جورين، الخزان البشري ومركز القيادة العسكرية للنظام وحلفائه.
وأفاد مدير مركز "حماة الإعلامي"، يزن شهداوي، لـ "العربي الجديد"، بأنه "تم تشييع 20 عنصراً من قوات النظام من مشفى حماة الوطني في مدينة حماة، وسط إطلاق رصاص كثيف"، موضحاً أن "القتلى سقطوا في مواجهات سهل الغاب"، مشيراً إلى أن عدداً من القتلى يتبعون لمليشيات الدفاع الوطني في مدينة طرطوس.
وأردف شهداوي أن "المعارك الآن لا تبعد سوى مئات الأمتار شرق قرية ومعسكر جورين التابع للنظام ذي القيادة الإيرانية، والتواجد الشيعي الكثيف بداخله من عناصر"، لافتاً إلى أن "أنظار جيش الفتح تتجه للمعسكر نظراً لكونه أحد أهم قلاع النظام وسط سورية، حيث يعدّ هذا المعسكر قلعة كبيرة تحوي بداخلها المئات من جنود النظام، ومن مليشياته، ومن مقاتلين أجانب كمقاتلي (حزب الله) اللبناني وإيرانيين، ويخضع هذا المعسكر لقيادة إيرانية لعمليات التخطيط العسكري لمعارك النظام ضد الثوار، ويشارك سهيل الحسن، الملقب بالنمر، في إدارته العسكرية".
وللمعسكر أهمية جغرافية كبيرة لكل من المعارضة والنظام، حيث يطل بموقعه على قرى النظام الموالية في سهل الغاب، ونظراً لإطلالته المرتفعة فهو يعد مركزاً رئيسياً للقصف على قرى وبلدات سهل الغاب الخارجة عن سيطرته، وسيطرة قوات المعارضة على المعسكر تعني نقل المعارك من قرى وبلدات سهل الغاب المناهضة للنظام إلى عقر قرى وبلدات النظام الموالية، بالإضافة إلى أنّه يعتبر مفتاحاً لمعارك الساحل السوري، كونه يقع على طريق واصل بين جبل اللاذقية والسهل، وهذا هو سبب استماتة النظام في الدفاع عنه.
ويأتي تجدد المواجهات اليوم، الثلاثاء، بعد سيطرة "جيش الفتح" قبل يومين على قرى ونقاط عسكرية للنظام، كالزيارة وحاجز التنمية وخربة الناقوس والمنصورة وتل واسط، وهذه النقاط مراكز رئيسية قبل الدخول إلى معسكر جورين الاستراتيجي.
في غضون ذلك، رحبت حركة "أحرار الشام الإسلامية"، إحدى فصائل المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، بإعلان تركيا رغبتها في إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، معتبرةً الخطوة "تصب في مصلحة الشعب السوري".
وقالت الحركة في بيان إن "المنطقة الآمنة تشكل حاجة ماسة لحماية الأمن القومي التركي، وتقطع الطريق أمام إقامة مشاريع إرهابية وانفصالية، لتنظيمي (الدولة الإسلامية، داعش) و(بي كا كا) الإرهابيين".
وأضاف البيان أن "مشروع المنطقة الآمنة ستكون له آثار إيجابية من الناحية الإنسانية والعسكرية والسياسية، تخدم مصالح البلدين"، مشيراً إلى أن "مشروع المنطقة الآمنة كان مطلباً شعبياً منذ انطلاق الثورة السورية، التي ووجهت بالقتل الوحشي والممنهج من قبل النظام ضد المدنيين، أمام صمت المجتمع الدولي".
واعتبر البيان أن "تأخر المشروع (المنطقة الآمنة) كان سبباً لمقتل عشرات الآلاف من السوريين، وإلحاق أضرار جسيمة في ما تبقى من البنية التحتية للبلاد"، مضيفاً "أن سياسة النظام الأسدي الطائفية وحماقات (داعش)، حولت سورية إلى ساحة نزاع دولي وحرب بالوكالة، وخلفت تهديداً حقيقياً لمصالح حلفاء الشعب السوري".
وأشادت الحركة بسياسة تركيا "الحكيمة والمسؤولة إزاء القضية السورية مما جعلها أهم حليف للثورة"، وأن الشعبين السوري والتركي، يواجهان تحديات داخلية وإقليمية واحدة، آخرها "مواجهة تنظيم داعش، الذي كان أعظم كارثة في تاريخ الثورة السورية، وبات خطراً حقيقياً يهدد الثورة وأمن تركيا واستقرارها".
ونوه البيان إلى أن مشروع المنطقة الآمنة "مشروع حيوي يهدف لتحسين الوضع الإنساني للمواطنين في الشمال السوري، ولعودة دفعات كبيرة من النازحين والمهجّرين إلى بلادهم، وللتصدي لأعداء الثورة".
وأكّد البيان وجود نوايا لدى النظام السوري، بـ"تقسيم البلاد على أساس طائفي، وتسليمها إلى إيران"، داعياً فصائل المعارضة المسلحة، إلى "المزيد من التلاحم والتنسيق على مستوى سورية بأكملها، لأن التحدي والتهديد لا يقتصران على منطقة واحدة ".
اقرأ أيضاً: المعارضة تقترب من كفريا والفوعة والنظام يقصف إدلب