في ظل الحرب المستمرة بوتيرة متقطعة في أكثر من جبهة في المناطق الشمالية والجنوبية الغربية لليمن، تشهد محافظات جنوبي البلاد تطورات من نوع آخر، تسير بالبلاد نحو ترسيخ التقسيم، وهذه المرة يبدو أن محافظة شبوة النفطية والتي تتمتع بأهمية استثنائية متعددة الأبعاد السياسية والجغرافية والاقتصادية، باتت محوراً لتحركات الإمارات نحو توثيق سيطرتها من خلال القوات التي تولت تدريبها، بوصفها الدولة التي تتصدر واجهة عمل التحالف العربي بقيادة السعودية في جنوب وشرق اليمن.
وكشفت مصادر محلية في شبوة لـ"العربي الجديد"، عن أن دفعات مما يُعرف بـ"قوات النخبة الشبوانية"، وصلت أخيراً إلى العديد من مناطق محافظة شبوة بما فيها منطقة بلحاف، قادمة من حضرموت التي تلقت فيها تدريبات على يد التحالف والقوات الإماراتية المسيطرة في تلك المناطق على وجه خاص، وسط أنباء عن عملية انتشار مرتقبة ستنفذها هذه القوات في مدينة عتق (مركز المحافظة)، ومناطق أخرى في واحدة من أبرز المحافظات اليمنية، التي ينتشر فيها مسلحو تنظيم "القاعدة"، وتنفذ فيها الطائرات الأميركية من دون طيار عمليات جوية بين الحين والآخر.
وقالت المصادر إن "النخبة الشبوانية" قوات تأسست حديثاً من مجندين من أبناء محافظة شبوة، وتتألف من حوالى ثلاثة آلاف جندي، جرى استقطابهم وتدريبهم من قبل التحالف والشخصيات اليمنية المقربة من الحكومة، لتمثل تشكيلاً عسكرياً على غرار ما عُرف بـ"قوات النخبة الحضرمية"، التي أسستها أو أشرفت على تأسيسها أبوظبي خلال العام 2016، لكن الرابط في كلا القوتين (الحضرمية والشبوانية)، أنهما تعكسان التوجّه الذي يتبعه التحالف/ الإمارات، في المناطق "المحررة" من الانقلابيين، من خلال تأسيس القوات البديلة على أساس انتماءات مناطقية تعزز التشظي الحاصل في البلاد.
وجاء وصول دفعات "القوات الشبوانية"، في الأيام القليلة الماضية، عقب تحركات وأنشطة ولقاءات سياسية شهدتها المحافظة، في إطار سعي التحالف/ الشرعية إلى توثيق قبضته الأمنية والسياسية على هذه المحافظة، بعد أن شهدت الأشهر الأخيرة هجمات متقطعة لمسلحي تنظيم "القاعدة"، على مواقع عسكرية وأمنية، فيما كانت شبوة إلى جانب محافظتي أبين والبيضاء، أبرز ثلاثة أهداف لموجة التصعيد الأميركية بعشرات الضربات في اليمن، منذ أواخر فبراير/ شباط الماضي.
وفي السياق، كان من أبرز ما أُثير الأسبوع الماضي، المعلومات التي كشف عنها المتحدث باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي"، سالم ثابت العولقي، الذي تحدث عن لقاءات اجتماعية وقبلية عُقدت في شبوة مع قيادة التحالف، لمناقشة أوضاع المحافظات. ونقل تصريحات مثيرة أدلى بها قائد القوات الإماراتية في حضرموت، أثناء هذه اللقاءات، ومنها التأكيد أن "قوات النخبة" تتألف من أبناء المحافظات الجنوبية فقط، وعن ضرورة "استيعاب كافة أبناء شبوة في قوات النخبة لتأمين مناطقهم"، كما وجّه (أي القائد الإماراتي)، انتقادات للشرعية ولقيادات عسكرية يمنية، وصنّف حزب "التجمّع اليمني للإصلاح" (المحسوب على الإخوان المسلمين)، مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) وتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، في زاوية واحدة باتهامهم بالإرهاب، أفراداً وتنظيمات.
ووجّه القائد الإماراتي تحذيراً بمطالبة المجتمع في شبوة بالقيام بدوره في مكافحة الإرهاب من خلال عدم السماح للشباب بالالتحاق بتنظيم "القاعدة"، وقال إن "دولة الإمارات ستبذل كل جهدها من أجل استقرار محافظة شبوة، والجنوب بشكل عام". وفي ما يمكن اعتباره إقراراً واضحاً بدعم تقسيم اليمن سواء إلى دولتين أو كتقسيم فعلي بغطاء فيدرالي أو كونفيدرالي، أكد المسؤول التابع لأبوظبي أن الجنوب "يجب أن يديره أبناؤه سياسياً واقتصادياً"، وذلك لـ"قطع يد الفساد والإرهاب"، على حد تعبيره، ووفقاً لما نقله المتحدث باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من أبوظبي.
اقــرأ أيضاً
وتُعتبر محافظة شبوة من أبرز المحافظات اليمنية على خارطة الأهمية الاقتصادية والسياسية وغيرها من العوامل، إذ تبلغ مساحتها نحو 42584 كيلومتراً، وهي بذلك ثالث أكبر المحافظات اليمنية، وتتوزع مساحتها في 17 مديرية، تقع في وسط الجزء الجنوبي من البلاد، وتتصل بها من الشرق محافظة حضرموت، ومن الغرب محافظات أبين والبيضاء ومأرب، وهي محافظة نفطية وساحلية تُطل على البحر العربي في الوقت نفسه.
سياسياً، جرى تصنيف شبوة كجزء مما يُسمى "إقليم حضرموت" في التقسيم الفيدرالي المقترح للبلاد إلى ستة أقاليم، ويمثل الإقليم أكثر من نصف مساحة اليمن، والمحافظة تمثل خليطاً يجمع الجنوب والشمال والشرق، إذ إن النزعة الانفصالية لمسمى "الجنوب"، أقل حدة في شبوة، وتلعب القبيلة وبعض الخصائص الاجتماعية والجغرافية فيها دوراً يجعلها قريبة إلى محافظة مأرب، مثلما أنها أقرب المحافظات الجنوبية إلى الشرق.
على صعيد الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، كانت شبوة تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لكنهم ومع تقدّم قوات التحالف والشرعية في أغسطس/ آب 2015، انسحبوا من مركز المحافظة إلى أطرافها الحدودية مع محافظتي البيضاء ومأرب، لتبقى منطقتا بيحان وعسيلان ساحة مواجهات متقطعة مستمرة حتى اليوم. فيما تعد شبوة إلى جانب أبين والبيضاء، أبرز ثلاث محافظات يمنية يتمتع فيها تنظيم "القاعدة" بنفوذ متفاوت في عدد من المناطق.
وبالنظر إلى توقيت تحرك أبوظبي/ التحالف الأخير نحو شبوة، وإرسال "قوات النخبة الشبوانية" المدربة إماراتياً، فقد جاء هذا التطور بعد أن شهدت المحافظات الجنوبية (عدن ومحيطها)، وحضرموت شرقاً، سلسلة تطورات خلال الأشهر الماضية، عززت انفصالاً أمنياً وعسكرياً واقتصادياً إلى حد كبير، بما يضفي على التحرك الإماراتي نحو شبوة، بُعداً يتعلق بما يعتبره البعض ترتيبات تؤدي إلى ترسيخ تقسيم البلاد، مع عدم إهمال البُعد المتعلق بـ"محاربة الإرهاب" والتحركات المحتملة للحد من نشاط تنظيم "القاعدة" في شبوة.
اقــرأ أيضاً
وقالت المصادر إن "النخبة الشبوانية" قوات تأسست حديثاً من مجندين من أبناء محافظة شبوة، وتتألف من حوالى ثلاثة آلاف جندي، جرى استقطابهم وتدريبهم من قبل التحالف والشخصيات اليمنية المقربة من الحكومة، لتمثل تشكيلاً عسكرياً على غرار ما عُرف بـ"قوات النخبة الحضرمية"، التي أسستها أو أشرفت على تأسيسها أبوظبي خلال العام 2016، لكن الرابط في كلا القوتين (الحضرمية والشبوانية)، أنهما تعكسان التوجّه الذي يتبعه التحالف/ الإمارات، في المناطق "المحررة" من الانقلابيين، من خلال تأسيس القوات البديلة على أساس انتماءات مناطقية تعزز التشظي الحاصل في البلاد.
وجاء وصول دفعات "القوات الشبوانية"، في الأيام القليلة الماضية، عقب تحركات وأنشطة ولقاءات سياسية شهدتها المحافظة، في إطار سعي التحالف/ الشرعية إلى توثيق قبضته الأمنية والسياسية على هذه المحافظة، بعد أن شهدت الأشهر الأخيرة هجمات متقطعة لمسلحي تنظيم "القاعدة"، على مواقع عسكرية وأمنية، فيما كانت شبوة إلى جانب محافظتي أبين والبيضاء، أبرز ثلاثة أهداف لموجة التصعيد الأميركية بعشرات الضربات في اليمن، منذ أواخر فبراير/ شباط الماضي.
وفي السياق، كان من أبرز ما أُثير الأسبوع الماضي، المعلومات التي كشف عنها المتحدث باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي"، سالم ثابت العولقي، الذي تحدث عن لقاءات اجتماعية وقبلية عُقدت في شبوة مع قيادة التحالف، لمناقشة أوضاع المحافظات. ونقل تصريحات مثيرة أدلى بها قائد القوات الإماراتية في حضرموت، أثناء هذه اللقاءات، ومنها التأكيد أن "قوات النخبة" تتألف من أبناء المحافظات الجنوبية فقط، وعن ضرورة "استيعاب كافة أبناء شبوة في قوات النخبة لتأمين مناطقهم"، كما وجّه (أي القائد الإماراتي)، انتقادات للشرعية ولقيادات عسكرية يمنية، وصنّف حزب "التجمّع اليمني للإصلاح" (المحسوب على الإخوان المسلمين)، مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) وتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، في زاوية واحدة باتهامهم بالإرهاب، أفراداً وتنظيمات.
ووجّه القائد الإماراتي تحذيراً بمطالبة المجتمع في شبوة بالقيام بدوره في مكافحة الإرهاب من خلال عدم السماح للشباب بالالتحاق بتنظيم "القاعدة"، وقال إن "دولة الإمارات ستبذل كل جهدها من أجل استقرار محافظة شبوة، والجنوب بشكل عام". وفي ما يمكن اعتباره إقراراً واضحاً بدعم تقسيم اليمن سواء إلى دولتين أو كتقسيم فعلي بغطاء فيدرالي أو كونفيدرالي، أكد المسؤول التابع لأبوظبي أن الجنوب "يجب أن يديره أبناؤه سياسياً واقتصادياً"، وذلك لـ"قطع يد الفساد والإرهاب"، على حد تعبيره، ووفقاً لما نقله المتحدث باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من أبوظبي.
وتُعتبر محافظة شبوة من أبرز المحافظات اليمنية على خارطة الأهمية الاقتصادية والسياسية وغيرها من العوامل، إذ تبلغ مساحتها نحو 42584 كيلومتراً، وهي بذلك ثالث أكبر المحافظات اليمنية، وتتوزع مساحتها في 17 مديرية، تقع في وسط الجزء الجنوبي من البلاد، وتتصل بها من الشرق محافظة حضرموت، ومن الغرب محافظات أبين والبيضاء ومأرب، وهي محافظة نفطية وساحلية تُطل على البحر العربي في الوقت نفسه.
على صعيد الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، كانت شبوة تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لكنهم ومع تقدّم قوات التحالف والشرعية في أغسطس/ آب 2015، انسحبوا من مركز المحافظة إلى أطرافها الحدودية مع محافظتي البيضاء ومأرب، لتبقى منطقتا بيحان وعسيلان ساحة مواجهات متقطعة مستمرة حتى اليوم. فيما تعد شبوة إلى جانب أبين والبيضاء، أبرز ثلاث محافظات يمنية يتمتع فيها تنظيم "القاعدة" بنفوذ متفاوت في عدد من المناطق.
وبالنظر إلى توقيت تحرك أبوظبي/ التحالف الأخير نحو شبوة، وإرسال "قوات النخبة الشبوانية" المدربة إماراتياً، فقد جاء هذا التطور بعد أن شهدت المحافظات الجنوبية (عدن ومحيطها)، وحضرموت شرقاً، سلسلة تطورات خلال الأشهر الماضية، عززت انفصالاً أمنياً وعسكرياً واقتصادياً إلى حد كبير، بما يضفي على التحرك الإماراتي نحو شبوة، بُعداً يتعلق بما يعتبره البعض ترتيبات تؤدي إلى ترسيخ تقسيم البلاد، مع عدم إهمال البُعد المتعلق بـ"محاربة الإرهاب" والتحركات المحتملة للحد من نشاط تنظيم "القاعدة" في شبوة.