من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في الربع الأخير من شهر يوليو/ تموز المقبل، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما أكده مسؤولون في مكتبه قالوا إن الزيارة ستكون ضمن جولة خارجية تهدف إلى تحصيل الدعم والمساعدة للعراق للخروج من الأزمة المالية الحالية، وبحث ملفات أخرى أمنية وسياسية واقتصادية، على رأسها ملف الحوار الأميركي العراقي الاستراتيجي، الذي انطلق في الحادي عشر من يونيو/ حزيران الحالي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بحضور مسؤولين من البلدين على مستوى وكلاء وزراء الخارجية ومستشارين حكوميين.
وأقرّ البيان المشترك (العراقي– الأميركي)، عقب الجلسة الأولى للحوار، جملة من التفاهمات، من بينها تقليص عدد القوات الأميركية في العراق من دون الإشارة إلى سحبها، وهو ما أثار اعتراض الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، فضلا عن المعسكر السياسي الذي يوصف عادة بأنه مدعوم من إيران، وعلى رأسه تحالف "الفتح"، وائتلاف "دولة القانون"، بزعامة كل من هادي العامري ونوري المالكي.
وقال مسؤول عراقي في مكتب رئيس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة المقررة بشكل مبدئي بعد العشرين من يوليو/ تموز المقبل، يجري التحضير لها مع الجانب الأميركي، وهناك استعداد لتحضير الملفات التي ستتم مناقشتها مع الأميركيين، أبرزها الوجود العسكري الأميركي في العراق، وملف التعاون الأمني والوضع السياسي العام، والدعم الاقتصادي للعراق، الذي يطمح الكاظمي للحصول عليه من قبل الأميركيين".
وأكد المسؤول العراقي أن "النفوذ الإيراني في العراق من المؤكد أنه لن يغيب عن طاولة الأميركيين"، لافتا إلى أن "فريقا حكوميا يقوم بالتحضير للزيارة التي قد تتأجل أو يتقدم موعدها بحسب المتغيرات في العراق".
وأشار إلى أن الوفد سيضم وزراء ومستشارين وقيادات عسكرية وأمنية عراقية، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين آخرين، كاشفا عن أن "الزيارة تتعرض لضغوط سياسية منذ الآن من قبل القوى والفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، وقد تؤدي هذه الضغوط إلى عدم تحقيق الزيارة نتائج حاسمة أو ملموسة في كثير من الملفات، ولهذا الزيارة يجري الحديث عنها الآن تحت عنوان استكمال الحوار الاستراتيجي بين الطرفين".
واليوم الثلاثاء، قال بيان لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، على هامش لقائه مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جنين بلاسخارت، إن بلاده "تحرص على انتهاج سياسة مُتوازنة في إقامة العلاقات مع الجميع، ولا سيما دول الجوار"، كاشفاً عن أنَّ "أولى زياراته الخارجيّة ستكون إلى طهران والرياض؛ لتعزيز العلاقات الثنائيّة، وفتح آفاق للتعاون بما يُحقّق المصالح المُشترَكة".
وتحدث عن أن زيارة رئيس الوزراء في الشهر المقبل إلى العاصمة واشنطن "تأتي لاستكمال الحوار الاستراتيجي بين العراق وأميركا، وأهمّيته في تعزيز مصالح البلدين، وانعكاسه على أمن واستقرار المنطقة".
بدوره، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" مختار الموسوي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "البرلمان العراقي، والقوى السياسية، ستتابع تفاصيل ومجريات زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتحدة، وستكون هناك استضافة له فور عودته من الزيارة، لكشف تفاصيل الزيارة للبرلمان".
وشدد الموسوي على أنه "على رئيس الوزراء العراقي الاعتماد على قرار البرلمان، القاضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق، في حواراته في واشنطن، فهذا الأمر ملزم ولا يمكن عدم تنفيذه، وعدم الالتزام به سيجعل البرلمان يتخذ خطوات ضد الكاظمي وحكومته".
وأضاف أن "زيارة الكاظمي إلى واشنطن ستكون متابعة من قبلنا كبرلمان وقوى سياسية، وسيكون لنا رأي وموقف منها، بعد دراسة نتائجها بشكل دقيق ومعرفة ما تم بها من تحاور أو تفاوض أو اتفاق، خصوصاً أي اتفاق سيكون معارضا لقرار البرلمان سيتم رفضه، ولن نرضى بتنفيذه، مهما كانت الضغوطات الداخلية أو الخارجية".