سجلت القبائل الأميركية الأصلية في داكوتا الشمالية انتصاراً كبيراً، ونجحت في منع أنابيب النفط من المرور في أراضيها، التي تعتبرها مقدسة، وتلويث نهر الميسيسبي الذي تشرب من مياهه تلك القبائل.
ونفى البيت الأبيض الاتهامات التي وُجهت إلى إدارة الرئيس باراك أوباما بالتدخل لوقف المشروع، مشيراً إلى أن قرار الجيش الأميركي عدم منح الإذن بمرور خط الأنابيب في داكوتا الشمالية جاء بعد التشاور مع السلطات المحلية، وبعد مراجعة للآثار والأضرار البيئية التي سيلحقها المشروع بالمنطقة.
ورفضت شركة Energy Transfer Partners، التي تقوم ببناء خط الأنابيب، قرار السلطات العسكرية الفدرالية بوقف المشروع، واعتبرته تدخلاً سياسياً من أوباما، ولجوءاً من الأخير إلى قرارات تنفيذية من أجل إرضاء التيار اليساري قبل مغادرته البيت الأبيض.
ولم يخف المتحدثون باسم الشركة رهانهم على إبطال قرار وقف المشروع عندما يتسلم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مقاليد الحكم في العشرين من شهر يناير/كانون الثاني المقبل. وقد أعلن ترامب مراراً دعمه لمشروع خط الأنابيب النفطي، فيما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه يملك حصصاً وأسهما في الشركة التي تقوم بمد خط الأنابيب.
وقالت مصادر في فريق الرئيس المنتخب إنه ما زال يدعم مرور الأنابيب النفطية في داكوتا الشمالية، لأن المشروع يؤمّن آلاف الوظائف للأميركيين، ويساهم في اعتماد الولايات المتحدة على طاقتها النفطية الذاتية.
وقد تصاعدت المواجهات في الأيام الأخيرة بين آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا منذ أشهر في المنطقة لوقف مشروع الأنابيب، الذي يخترق أربع ولايات أميركية لنقل 550 ألف برميل من النفط من آبار داكوتا إلى ولاية ايلينوي.
واحتفل أفراد القبائل الأميركية الأصلية وآلاف المتضامنين معهم من الناشطين اليساريين وقدامى المحاربين في الجيش الأميركي بالنصر الذي حققوه على الشركة المكلفة ببناء المشروع، بعد أشهر من المواجهات مع رجال الشرطة المحلية الذين فشلوا في إجلائهم من الأراضي التي يمر بها خط الأنابيب.
ورغم قرار السلطات العسكرية الأميركية بوقف المشروع، ما زال المحتجون يرفضون مغادرة الموقع وفك الخيم والمساكن التي أقاموها للاعتصام فيها طوال فصل الشتاء. ويدرك المحتجون أن المعركة لم تنته بعد، وأن المواجهة الكبرى ستكون بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض حيث سيكون ملف خط أنابيب النفط في داكوتا بانتظاره.