ووصل يلدريم الى أربيل قادماً من بغداد مساء السبت، على رأس وفد ضم وزراء الدفاع، والطاقة، والاقتصاد، والتجارة والجمارك، والتربية، ومدير جهاز المخابرات، وكان في استقباله رئيس وزراء إقليم كردستان نيجرفان البرزاني ووزراء بحكومة الإقليم.
وذكرت مصادر إعلامية مقربة من حكومة الإقليم، أن جدول زيارة رئيس الوزراء التركي، وهي الأولى له إلى أربيل منذ توليه رئاسة الحكومة، يتضمن لقاء رئيس الإقليم مسعود البرزاني، ورئيس الوزراء ومسؤولين في الحكومة، وستتركز اللقاءات على بحث العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، إضافة إلى الملف الأمني والحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وكان مستوى التبادل التجاري بين إقليم كردستان وتركيا في 2013 عند 12 مليار دولار، قبل أن يشهد تراجعاً بسبب الأزمة الاقتصادية في الإقليم، والحرب ضد داعش إلى 8 مليارات، ثم الى نحو 5 مليارات دولار.
وتستقبل السوق العراقية نحو 6% من مجموع البضائع التركية، فيما تشكل الصادرات التركية نسبة 37% من مجموع واردات إقليم كردستان من الخارج.
ويرتبط إقليم كردستان العراق بعلاقات مميزة مع تركيا والغرب بوجه عام، بخلاف الحكومة الاتحادية العراقية ببغداد، التي تهتم بإقامة علاقات وثيقة بإيران، وقد وقع الإقليم عقوداً عديدة في مجالات الطاقة والنفط والغاز، بينها عقد طويل الأمد يمتد لخمسين سنة في قطاع النفط، وعقد ثانٍ للتعاون بمجال الغاز يمتد لفترة 26 سنة.
يضاف إلى ذلك، فتح سوق الاستثمارات والمقاولات أمام الشركات والمستثمرين الأتراك، وقد انعكست العلاقات بين الجانبين في تقديم الحكومة التركية قروضاً للإقليم خلال عامي 2015 و2016، وصلت إلى مبلغ مليار و150 مليون دولار لمساعدته على تجاوز أزمته المالية.
وتشكل الشركات التركية نحو نصف الشركات الأجنبية العاملة في الإقليم وعددها في الوقت الحالي 1350 شركة، تعمل بمجالات مختلفة أبرزها الاستثمار والمقاولات والتجارة والنفط.
ويصدر إقليم كردستان العراق منذ 2014 النفط المنتج في الإقليم إلى الأسواق العالمية عبر تركيا، بواسطة خط أنابيب يمتد إلى البحر المتوسط بجنوب شرق تركيا.
ويتطلع الإقليم إلى الاستحواذ على نسبة من سوق الغاز الطبيعي في تركيا، بعد إكمال أنبوب لنقل الغاز العام المقبل، يصدر من خلاله 20 مليار متر مكعب سنوياً.
ويعد ملف التصدي لحزب "العمال الكردستاني" التركي المعارض للحكومة التركية من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين أنقرة وأربيل، حيث تتقارب سياسة الجانبين تجاه تلك الجماعة التي تصنفها أنقرة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة كجماعة إرهابية.
ومثلما تثير تلك الجماعة المسلحة القريبة حالياً من سياسات المحور الايراني – الروسي، مشاكل في تركيا، وتخوض حرب عصابات ضد القوات الأمنية التركية بجنوب شرق البلاد، تشكو سلطات إقليم كردستان العراق أيضاً من تأثيرات سلبية يمارسها مسلحو "العمال الكردستاني" على الإقليم من خلال تحول مساحات من أراضي الإقليم وخاصة على الحدود مع كل من تركيا وايران إلى مناطق عسكرية بعد طرد سكانها القرويين، كما وأخذ الحزب يسبب مشاكل لسلطات إقليم كردستان في قضاء سنجار، ويحول دون عودة سكانها إليها وإعادة إعمارها، بعد أن تم طرد تنظيم داعش منها بداية 2015.