وأكّد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، أنّ ضغوطات سياسية أجبرت المفوضية على تحديد مقر شركة نقليات برية في منطقة السيدة زينب كمحطة اقتراع ثالثة إلى جانب محطتين في دمشق سيتم من خلالها اقتراع العراقيين المتواجدين في سورية.
وبيّن أنّ المحطة الثالثة التي تم افتتاحها خاصة بأفراد المليشيات العراقية المتواجدة في سورية، وعددهم بالآلاف، وتعتبر منطقة السيدة زينب معقلهم وفيها توجد معسكراتهم الخاصة، لافتاً إلى أن المنطقة مقفلة انتخابياً لصالح تحالف "الفتح"، بزعامة القيادي في "الحشد الشعبي"، هادي العامري.
بالتزامن، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية، عن مستشار في حكومة النظام السوري، عبد القادر عزوز، تأكيده وجود مليشيات عراقية وصفها بـ "الإسلامية" تدعم قوات النظام، معتبراً ذلك قانونياً ودستورياً.
ونقلت وكالة "المعلومة" المحلية العراقية عن عزوز إنّ الحكومة السورية يحق لها استدعاء أي قوات في حال استشعرت بوجود خطر يهدد سورية"، مشيراً إلى أن "تواجد فصائل المقاومة الإسلامية على الأراضي السورية جاء وفق الأطر القانونية والدستورية".
واعتبر الحديث عن استقطاب مليشيات "هدفُهُ الإساءة لقوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة التي لعبت دوراً كبيراً في هزيمة داعش"، كاشفاً عن وجود "تنسيق مشترك بين الجيش العربي السوري وفصائل محور المقاومة لملاحقة عصابات داعش الإجرامية".
وبدأت مشاركة المليشيات العراقية بالقتال مع النظام السوري مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، عن طريق مليشيات أطلقت على نفسها اسم "أبو الفضل العباس"، وأسسها المرجع الديني المقيم في النجف قاسم الطائي، لتتسع بشكل أكبر بمشاركة فصائل أخرى بلغت حتى مطلع العام الجاري 13 مليشيا تحت إشراف قائد "فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني" قاسم سليماني.
وأبرز تلك المليشيات التي تقاتل اليوم إلى جانب النظام في سورية، هي "أبو الفضل العباس"، و"العصائب"، و"لواء أسد الله الغالب"، و"كتائب حزب الله العراقي"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"فيلق الوعد الصادق"، و"لواء كفيل زينب"، و"حركة النجباء قوات بدر"، و"لواء ذو الفقار"، و"لواء الإمام الحسين"، و"لواء المؤمل"، و"كتائب الثأر" التي تقاتل حالياً في حلب.
ووثقت منظمات دولية وأممية ومحلية سورية فضلاً عن ناشطين سوريين وعراقيين، انتهاكات قامت بها تلك المليشيات داخل المدن والأراضي السورية، لا سيما في مدينة القصير، غرب حمص، وخان طومان قرب حلب، وبلدات وقرى أخرى في ريف دمشق وريف حماة الشرقي، وأخيراً في البوكمال ودير الزور.