وقال عضو بتنسيقيات احتجاجات بغداد إن المئات تظاهروا في ساحة التحرير، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أنه تم رفع شعارات منددة بالحكومة وتجاهلها لمطالب المحتجين.
وأشار إلى تلويح متظاهري بغداد بتنظيم اعتصامات واسعة في بغداد خلال المرحلة المقبلة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، مبينا أن التظاهرة طالبت بالإسراع في تقديم المسؤولين الفاسدين إلى القضاء، فضلا عن اتخاذ إجراءات سريعة لتحسين الخدمات، وتوفير فرص عمل للعاطلين.
وأوضح أن القوات العراقية فرضت إجراءات مشددة في محيط ساحة التحرير، وضيقت عملية الوصول إلى الساحة، مستدركاً بالقول "إلا أن هذا الأمر لم يؤثر بشكل كبير على توافد المتظاهرين الذي تزايد بشكل واضح بعد الساعة السادسة مساء".
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه محافظات جنوب العراق التسع تظاهرات مماثلة مطالبة بمحاكمة الفاسدين، وتوفير الخدمات.
وصعد متظاهرو البصرة (جنوبا) من مطالبهم اليوم الجمعة، ملوحين باللجوء إلى الأمم المتحدة لتنفيذ مطالبهم.
وقال الناشط في احتجاجات البصرة، مجيد الركابي، إن مئات المتظاهرين تجمعوا مساء اليوم أمام مبنى المحافظة، مبينا في حديث لـ "العربي الجديد" أن المتظاهرين صعدوا من لهجتهم.
ولفت إلى أن التظاهرة التي ضمت العشرات من شيوخ العشائر رفعت سقف مطالبها، وطالبت بتغيير الحكومتين المحلية في البصرة، والاتحادية في بغداد في حال العجز عن تلبية مطالب المحتجين.
وأشار إلى مطالبة متظاهري البصرة بحضور ممثل الأمم المتحدة في العراق إلى المحافظة من أجل الاطلاع عن قرب على أحوال المتظاهرين الذين يتعرضون لمعاملة سيئة من قبل القوات العراقية التي تضيق عليهم منذ انطلاق التظاهرات في الثامن من الشهر الماضي، مؤكدا أن المتظاهرين لوحوا بتدويل التظاهرات، وتقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة في حال استمر العجز الحكومي عن تحقيق المطالب المشروعة.
تزامن ذلك مع إجراءات أمنية مشددة فرضت أمام مبنى الحكومة المحلية في البصرة، وعند مداخل الشركات والحقول النفطية، وفقا لضابط في شرطة البصرة قال لـ "العربي الجديد" إن القوات العراقية هناك دخلت حال الاستنفار بعد رفع المتظاهرين سقف مطالبهم.
وأشار إلى أن انتشار القوات الأمنية بكثافة يهدف لمنع المحتجين من قطع الطرق واقتحام مقرات الشركات كما حدث في تظاهرات سابقة.
أما محافظة المثنى التي تشهد اعتصاما منذ ستة أيام، فشهدت تصعيدا هي الأخرى في مطالب المتظاهرين الذين طالبوا بمحاسبة الحكومة المحلية، وإجراء تغييرات في مفاصل المحافظة المهمة بعد فشلها في توفير الخدمات للمحافظة طيلة الفترة الماضية، وفقا لما قاله أحد منظمي التظاهرات هناك ويدعى ناظم عبد الأمير. هذا الأخير أضاف لـ "العربي الجديد" أن المرحلة المقبلة ستكون أخطر، لان المتظاهرين سيقطعون عددا من الطرق، ويعطلون عمل المؤسسات الفاسدة بالمحافظة.
وفي محافظة القادسية الجنوبية تظاهر مئات العراقيين المطالبين بالخدمات وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" إن القوات العراقية ضيقت على المتظاهرين، مشيرة إلى قيام قوات الشرطة بمداهمة المقاهي وأماكن تجمع الشباب، واقتادت عددا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما في محاولة للتقليل من زخم التظاهرات.
كما شهدت محافظة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد) تظاهرة هي الكبرى منذ انطلاق احتجاجات الجنوب قبل 27 يوما، بالتزامن مع انطلاق تظاهرات ضمت عددا كبيرا من العراقيين في محافظات ذي قار والنجف وميسان وبابل وواسط الجنوبية.