تنظم ليل اليوم الخميس آخر مناظرة تلفزيونية بين رئيسي الوزراء السابقين فرانسوا فيون وألان جوبيه قبل الدور الثاني من الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط لاختيار مرشح المعارضة اليمينية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويكمن الرهان الأساسي لهذه المناظرة في كونها الفرصة الأخيرة للمرشحيَن المتنافسين لكسب المزيد من النقاط وجذب الناخبين ثلاثة أيام قبل الدورة الثانية من هذه الانتخابات التي تعقد الأحد المقبل.
وتبدو حظوظ فيون وافرة في كسب المزيد من الشعبية خلال هذه المناظرة بعد نتيجة الدورة الأولى التي جرت الأحد الماضي وتوجته بشكل مفاجئ فائزا أول بنسبة 44 في المائة على عكس ما كانت تتنبأ به استطلاعات الرأي وتحليلات المراقبين السياسيين. كما أن دعوة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مناصريه بعد إقصائه المفاجئ إلى دعم فيون مثلما فعل أيضا المرشح برونو لومير معطيان إضافيان يعززان من موقع فيون.
في المقابل، يخوض جوبيه المناظرة من موقع ضعيف هذه المرة، بعدما كان المرشح الأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي قبل إجراء الدورة الأولى. لذلك على جوبيه تغيير خطته بشكل جذري، وهو الذي كان بنى استراتيجيته وأفكاره على مواجهة ساركوزي في الدور الثاني.
ونشرت صحيفة "لوفيغارو" أمس الأربعاء عريضة وقعها 215 نائبا برلمانيا من اليمين والوسط دعوا فيها كلا من فيون وجوبيه إلى تفادي السقوط في الهجمات الشخصية والارتقاء بالسجال إلى مستوى المقارعة الفكرية في إطار من الاحترام المتبادل لإعطاء فكرة راقية عن اليمين وتعزيز الصورة الإيجابية التي كرستها المناظرات السابقة. وحملت هذه العريضة في طياتها انتقادا مبطنا لجوبيه الذي كاد أن يفقد صوابه الاثنين الماضي في القناة التلفزيونية الثانية وهاجم فيون بعدوانية غير معهودة.
وسيحرص المرشحان خلال هذه المناظرة على تفادي ارتكاب "هفوة" يستحيل تداركها قبل يوم الحسم الانتخابي. ومن المتوقع أن يختار فيون وجوبيه معجما دقيقا خلال سجالهما ويتفاديا التعابير الاستفزازية والصادمة. وسيحاول جوبيه أن يكسر الصورة الجدية والصارمة التي يظهر بها فيون في إطلالاته التلفزيونية، ويشير إلى بعض النقاط "الفضفاضة" في برنامجه الانتخابي على المستوى الاقتصادي.
في حين أن فيون قد يركز أكثر على شرح الملامح العامة لأفكاره اليمينية التقليدية حول العائلة والتعليم لترسيخ شعبيته في صفوف القاعدة المسيحية التي صوتت لصالحه بكثافة ويتفادى الدخول في مواجهة عدوانية مع منافسه.
وعلى الرغم من أن المرشحين ينتميان لعائلة سياسية يمينية واحدة ويتقاسمان نفس المرجعية الأيديولوجية، من المتوقع أن تطفو الخلافات بينهما إلى السطح خلال المناظرة وتحديدا في ما يخص قضايا السياسة الخارجية. ذلك أن فيون مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن دعمه لفيون وإعجابه بشخصيته في تصريح اليوم الخميس من موسكو، وهو يدعو إلى رفع العقوبات الأوروبية عن روسيا ويساند تدخلها العسكري في سورية ودعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. في حين أن جوبيه ينتقد بشدة التدخل الروسي في سورية ويعتبر قصف طيرانها للمدن السورية جريمة حرب.