توقف تكتل (25 ــ 30) عن أداء دور "المعارضة الناعمة" داخل مجلس النواب المصري، بفعل عدم تسجيل أعضائه مواقف مناوئة لقرارات البرلمان الأخيرة، مثلما دأب خلال الفترات الماضية، في إشارة إلى عودته لكنف نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بسط سيطرة أجهزته الاستخباراتية على مقاليد الأمور تحت قبة البرلمان. في هذا السياق، غاب أعضاء التكتل عن جلسة التصويت على إسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات، الأسبوع الماضي، لعدم تسجيل موقف بالرفض أو الامتناع يُحسب عليهم، وأعلنوا عقب الجلسة أنهم بصدد إصدار بيان رسمي لتفنيد موقفهم. وهو ما لم يحدث، واكتفى نواب التكتل بالصمت تجاه الادّعاءات التي ساقها المجلس بحق السادات والتي أدت إلى إسقاط عضويته. واتهم المجلس السادات بـ"تشويه البرلمان لدى مؤسسات دولية، من خلال البيانات الصحافية التي يصدرها، وانتقاد إدارة المجلس". وعلى الرغم من تصنيفه كـ"معارض ناعم للنظام"، إلا أن دائرة السيسي أصدرت تعليماتها للنواب بإقصاء السادات، بعد كشفه عن بعض الأوضاع الحقوقية المتردية داخل مصر، وانتهاكات البرلمان للدستور إلى مؤسسات حقوقية دولية.
مع العلم أن في التكتل 16 نائباً من مجموع 593 برلمانياً، موحياً للرأي العام بأنه تيار معارض لحكومة شريف إسماعيل، في مواجهة ائتلاف الأغلبية "دعم مصر"، الموالي الصريح للنظام، الذي اختار من بين أعضائه رئيساً للبرلمان، يعطّل الأدوات الرقابية، ويؤيد كل ما يُمرره النظام من قوانين واتفاقات قروض دولية.
وبدا واضحاً أن أجهزة السيسي سئمت دور المعارضة الناعمة داخل البرلمان، بعد الإطاحة بالسادات، ومن قبله زميله الإعلامي توفيق عكاشة، لتهيئة الطريق لمجلس نيابي موالٍ للسلطة، مع تغييب أي دور للمعارضة من دون استحياء، في إطار خطة تثبيت أوضاع دولة القمع والاستبداد، من خلال تمرير تشريعات مُقيدة لحريات المواطنين. وسجل التكتل مواقف معارضة قليلة في السابق ومنها اتفاقية تنازل النظام عن جزيرتي "تيران وصنافير" لصالح السعودية، والتي وضعت في درج رئيس البرلمان، في انتظار التعليمات الرئاسية ببدء مناقشاتها. كما عارض بعض القوانين التي مررها المجلس، مثل: الجمعيات الأهلية، والخدمة المدنية، وضريبة القيمة المُضافة، وموازنة الدولة للعام المالي 2016 ـ 2017.