وتنطلق غداً الأحد، قمة "مجموعة العشرين"، هذا المحفل الدولي المسؤول عن تنسيق السياسات الاقتصادية العالمية، الذي يضم في عضويته 20 من الاقتصادات الكبرى في العالم.
وتعقد القمة التي ستكون الحادية عشرة لمجموعة العشرين تحت عنوان "نحو اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط"، ويتضمن جدول أعمالها العديد من القضايا المهمة من ضمنها رسم مسارات جديدة للنمو والحوكمة العالمية الاقتصادية والمالية الفعالة ودعم التجارة والاستثمار الدوليين وتحقيق التنمية العالمية الشاملة والمتوازنة.
أردوغان يتوجه إلى قادة العشرين
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قادة مجموعة العشرين في قمتهم التي ستنطلق غداً الأحد في مدينة هانغتشو الصينية، لاتخاذ موقف مبدئي من الإرهاب بكافة أشكاله وعدم التمييز بينها.
وقال أردوغان في حوار مع قناة "سي سي تي في" (CCTV) الرسمية الصينية "لا يوجد إرهابي جيد وإرهابي سيئ، كلهم سيئون، ومن أجل هذا علينا جميعاً أن نتخذ موقفاً مبدئياً من الإرهاب بكافة أشكاله".
وأشار إلى أن من بين القضايا الرئيسية التي تهم تركيا في قمة العشرين، عمل المرأة، ومصادر التهديد للاستقرار العالمي ومنها الإرهاب وأزمة اللاجئين، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية مكافحة الفقر، من أجل تحقيق مستوى أعلى من الرفاه للاقتصاد العالمي.
وحول الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها بلاده، أوضح أردوغان "بعض الدول لموقعها الاستراتيجي، تتعرض للإرهاب (...) وأنا ألعن كل المنظمات على اختلاف أشكالها التي تندرج تحت هذه الظاهرة".
وأشاد الرئيس التركي بدور الصين وأهميتها في إدارة الاقتصاد العالمي. وبين أنَّ دور الصين في الاقتصاد العالمي مؤثر وبالغ الأهمية، كثاني أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة الأميركية، وقطعت أشواطا كبيرة في مجال الصناعات العسكرية وتكنولوجيا المعلومات.
ولفت إلى التحول الإيجابي الكبير الذي تمر به الصين والذي لمسه في المطار ومركز المدينة والبيئة.
ووصل الرئيس التركي إلى الصين ظهر أمس الجمعة على رأس وفد يضم نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك، ووزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والطاقة والموارد الطبيعية براءات البيرق، ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية هاقان فيدان، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي تنطلق الأحد وعلى مدار يومين.
والتقى أردوغان اليوم، نظيره الصيني شي جين بينغ، في لقاء ثنائي أعقبه لقاء موسع جمع مسؤولين من كلا البلدين تم التوقيع خلالهما على عدد من الاتفاقيات. كما اتفق الزعيمان على تعميق التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب وذلك في الوقت الذي نحى فيه الجانبان خلافات سابقة بشأن طريقة معاملة الصين لأقلية مسلمة ناطقة بالتركية.
ومن المنتظر، أن يلتقي أردوغان على هامش القمة، نظراءه الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي باراك أوباما، والياباني شينزو أبي، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
كما ستجمعه قمة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، فضلاً عن عقد لقاءات ثنائية مع رؤساء دول وحكومات أوروبية.
و"مجموعة العشرين"، منتدى تأسس في 1999 بسبب الأزمات المالية في تسعينيات القرن الماضي، ويمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم.
وتضم المجموعة 20 عضواً هم، الصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية من قارة آسيا، وجنوب أفريقيا من أفريقيا، والأرجنتين والبرازيل من أميركا الجنوبية، وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا من أوروبا، إضافة إلى روسيا وتركيا من خارج الاتحاد الأوروبي، ومن أميركا الشمالية الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وأخيراً أستراليا.
(العربي الجديد، الأناضول، رويترز)