وقال النائب عن "الحزب الديموقراطي" الكردستاني أردلان نور الدين، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الأجواء في العراق غير مناسبة لعقد لقاء مشترك بين العبادي والبرزاني"، مضيفاً أنّ "أيّ لقاء يجمع بين الجانبين داخل البلاد، سيُقابل من جهات سياسية لا ترضى ولا ترغب بأيّ تقارب بينهما، الأمر الذي يعرقل أي خطوات لحل الأزمات العالقة".
واعتبر أنّ "أيّ حلول للأزمات العراقية لا تتمّ إلّا من خلال تدخّل خارجي إيجابي، من قبل جهات ودول تسعى لحل أزمات العراق، لذا فإنّ اللقاء المشترك في ميونخ سيكون أفضل من اللقاء داخل البلاد"، مبيّناً أنّ "الجانبين قرّرا عقد اللقاء على هامش المؤتمر الأمني، وستكون الأجواء هناك مناسبة جدّاً، وسيبحثان الكثير من الملفات العالقة بين الجانبين".
وأوضح، أنّ كل الملفات هي قيد البحث المشترك، فضلاً عن الملفات السياسية والأمنية في العراق، والحرب ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وكشف أنّ "البرزاني وخلال حضوره المؤتمر سيطالب بدعم دولي لقوات البشمركة المستمرّة بقتال تنظيم داعش"، متوقعاً أنّه "سيطرح حاجة البشمركة للسلاح لتواجه به التنظيم".
ولم تستطع حكومتا بغداد وأربيل حتى اليوم، حسم الخلافات المشتركة بينهما، ففي الوقت الذي تقارب فيه الجانبان ودخلا معركة مشتركة في الموصل ضدّ "داعش"، تبقى الكثير من الملفات العالقة، تعرقل العلاقة المشتركة.
وقال مسؤول قريب من مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّه "تمّ الاتصال والتنسيق المسبق بين مكتبي العبادي والبرزاني لعقد لقاء مشترك في ميونخ"، مرجّحاً إمكانية عقد اللقاء، والذي يحاول العبادي فيه بحث كل الملفات العالقة، وأهمها ملف انفصال كردستان".
وأوضح أنّ "الضغط الكردي باتجاه المطالبة بالانفصال في الوقت الحالي أحرج العبادي، ولا سيما أنّ هناك جهات سياسية في بغداد تحاول تأليب الشارع العراقي على الحكومة من خلال هذا الملف"، مبيّناً أنّ "هذا السبب تطلّب من العبادي العمل على لقاء مشترك مع البرزاني في ميونخ لطلب تأجيل طرح الموضوع". وأشار إلى "إمكانية التوصّل لاتفاق بين الجانبين بهذا الشأن".
ويثير ابتعاد المسؤوليْن عن أجواء العراق، والتنسيق للقاء مشترك في دولة محايدة انتقاد جهات سياسية عراقية، أعربت عن "يأسها من حل أزمات العراق في مثل هكذا أجواء".
وقال عضو التحالف المدني العراقي قاسم اللامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عجز أكبر قائدين في العراق عن إجراء اجتماع مشترك لهما في البلاد، يؤشّر إلى انعدام الأمل واليأس من حلول مستقبلية لأي أزمة عراقية".
ورأى أنّ "هذا التهرّب من البلاد غير منطقي، وخصوصاً أنّ القياديين هما من أصحاب القرار السياسي"، معتبراً أنّهما "وعلى ما يبدو يعجزان عن أي اتفاق من دون تدخّل خارجي".