نقل موقع صحيفة "معاريف"، اليوم الخميس، عن مصادر استخبارية إسرائيلية قولها إن الهجمات التي يشنّها سلاح الجو الإسرائيلي، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران في أعقاب اشتداد وطأة تأثير العقوبات الأميركية، أجبرا الحرس الثوري الإيراني، وتحديداً "فيلق القدس"، على التنازل عن الكثير من مخططاته للتمركز عسكرياً في سورية.
وقال المصدر إن "الحرس الثوري" تراجع عن مخططاته الهادفة إلى تدشين قواعد عسكرية وجوية ومصانع لإنتاج الوسائل القتالية، إلى جانب توقفه عن جلب سلاح متطور إلى سورية.
وبحسب المصدر، فإن إسرائيل لاحظت، العام الماضي، تحولاً في سلوك الإيرانيين داخل سورية، حيث عدلوا عن مخططاتهم لبناء قوة عسكرية، وانحصرت جهودهم في بناء قدرات تمكنهم من إدارة مواجهة ضد إسرائيل لأيام معدودة فقط، منوهاً إلى أن هناك ما يدلل على أن الإيرانيين عاجزون عن ترميم الكثير من المواقع والأهداف التي تمّ استهدافها بالغارات الإسرائيلية.
ولفت المصدر إلى تحولٍ في سلوك نظام بشار الأسد تجاه الإيرانيين، مشيراً إلى أنه في حال قامت إسرائيل بقصف أهداف إيرانية داخل قاعدة عسكرية سورية، فإن النظام لا يبادر إلى منحهم قاعدة بديلة.
وبحسب المصدر، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية في سورية أسهمت في تقليص قدرة "حزب الله" على بناء قوته العسكرية في لبنان، وضمن ذلك التأثير على قدرة الحزب على التزود بسلاح متقدم والمسّ بقدرته على بناء مشروعه لإنتاج الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية.
ونقلت الصحيفة عن مستويات سياسية في إسرائيل قولها إن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاء الاستثناءات التي تسمح لبعض الدول باستيراد النفط الإيراني، ستقلص من قدرة "الحرس الثوري" على مواصلة بناء القوة العسكرية في المنطقة بشكل عام، وتحديداً في سورية.
واستدرك المصدر بالقول إنه على الرغم من الضغوط الاقتصادية والعمليات العسكرية الإسرائيلية، إلا أنه لا يوجد لدى الإيرانيين توجه للتراجع عن البقاء في المنطقة.
ولفت إلى أن ما يضاعف القلق الإسرائيلي هو أن الإيرانيين يعززون وجودهم العسكري في العراق بشكل غير مسبوق.