ووسط الهجمات شبه اليومية التي ينفذها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على طول الطريق بين بغداد وعمّان، والبالغ نحو 400 كيلومتر، كان مقرّراً أن تُستأنف حركة التبادل التجاري من خلاله، فضلاً عن تصدير شحنات النفط الخام إلى الأردن.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "حكومة المحافظة والحكومة المركزية تعاقدت مع شرطة أمنية لتأمين الطريق الدولي، والسيطرة عليه"، مبيّناً أنّ "الشركة الأميركية ستباشر مهامها في 15 يوليو/ تموز المقبل، وفقاً للعقد المبرم معها".
وأوضح، أنّ "المشكلة تكمن في طول الطريق الدولي والمسافة الكبيرة التي لم تتمكّن القوات العراقية من تأمينها بالشكل الكامل"، مشيراً إلى أنّ "داعش لديه معسكرات قريبة من الطريق، منحته زمام المبادرة بتنفيذ هجمات مستمرة، تسبّبت بخروج مساحات واسعة من الطريق عن سيطرة قواتنا".
ولفت العيساوي، إلى أنّ "القطعات المنتشرة حالياً على الطريق؛ هي قطعات من الجيش والشرطة وقوات من العشائر، كما توجد نقطتان للحشد الشعبي في منطقة الكيلو 160، ورغم ذلك لم تستطع تلك القوات تأمين الطريق بالشكل الكامل، الأمر الذي استوجب التعاقد مع الشركة الأمنية الأميركية".
وأكد العيساوي أنّ "كل تلك القوات ستنسحب حال استلام الشركة مهامها رسمياً، وستكون هناك فرصة للقوات العراقية لتتفرغ لتأمين الحدود".
من جهته، أكد القيادي العشائري في محافظة الأنبار، الشيخ خالد الفهداوي، أنّ "خروج مساحات كبيرة من الطريق الدولي عن سيطرة القوات العراقية، تسبّب بخلل أمني كبير في عموم المحافظة".
وقال الفهدواي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إدارة الملف الأمني في محافظة الأنبار لم تكن موفقة؛ إذ إنّ نسبة القوات الأمنية بكافة تفاصيلها لا توازي المساحة الشاسعة للمحافظة".
وأوضح الفهداوي أنّ هذا الأمر "دفع القوات العراقية لأن تؤمن بعض المناطق الحيوية بالأنبار بشكل كامل دون غيرها، ما منح داعش فرصة التركيز على المناطق الضعيفة، لشنّ هجماته من خلالها".
ولفت إلى أنّ "الطريق الدولي بين بغداد وعمّان؛ هو أحد تلك المناطق التي استطاع داعش السيطرة عليه، ومن خلال معسكراته هاجم العديد من مناطق الأنبار، وأصبح وجوده مثار قلق للمحافظة".
ورأى الفهداوي أنّ "التعاقد مع الشركة الأمنية الأميركية، والسيطرة على الطريق سيغلق ثغرة كبيرة وخطيرة في الأنبار، وسيوفّر أعداداً من القوات العسكرية يمكن استغلالها لتأمين مناطق أخرى".
يُشار إلى أنّ طريق العراق – الأردن الذي يمرّ عبر محافظة الأنبار، شهد العديد من أعمال العنف، واستطاع "داعش" من خلاله تنفيذ هجمات على مناطق المحافظة.