واصل طيران النظام الحربي وسلاح الجو الروسي فجر اليوم الأحد، شنّ غاراته في مناطق واسعة، تسيطر عليها المعارضة السورية المسلّحة في حلب شمالي البلاد. ويأتي ذلك، بعد يومٍ أدت فيه الهجمات، لسقوط ضحايا مدنيين، وأخرجت مستشفى يقع في حي الصاخور عن الخدمة، بعد استهدافه وسقوط قتلى وجرحى، ما شكّل إدانة دولية، ومطالبة بوقف الهجمات الدامية.
وأوضحت مصادر محلية في محافظة حلب لـ"العربي الجديد" أن "غارات طيران النظام والمقاتلات الحربية الروسية، تواصلت خلال ساعات الليل"، إذ "استهدفت حي المشهد بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، كما ضربت نحو عشر غارات أحياء الشيخ خضر والشيخ فارس والصاخور، واستهدفت سلسلة غارات أخرى، أحياء طريق الباب والحيدرية وبستان الباشا والهلك، وأدت لسقوط خمسة قتلى من المدنيين".
كما واصلت قوات النظام والمليشيات المساندة لها في حلب، شن هجماتٍ برية على جبهات القتال، محاولةً التقدم نحو مناطق سيطرة المعارضة السورية، وتركزت المواجهات أمس، في جبهات كرم الطراب وشقيف، وكذلك على تخوم حيي سليمان الحلبي وبستان القصر، لكن قوات النظام، فشلت مجدداً في إحراز أي تقدم، بعد تصدي مقاتلي المعارضة.
وكانت الغارات قد أسفرت أمس أيضاً، عن تدمير مستشفى جديد في حي الصاخور بحلب بعد استهدافه، ما أدى لمقتل وإصابة عدد من المدنيين.
بدوره، أدان وزير الخارجية الفرنسي جاك مارك أيرو أمس، الهجوم الجوي على المستشفى، معتبراً بأنّ استهداف المنشآت الصحية "بمثابة جريمة حرب"، قائلاً إنه "ستتم محاسبة الجناة". أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فشدد على أن "قصف حلب ينبغي إيقافه، وأي شخص يرغب في محاربة الإرهابيين، لا يهاجم مستشفيات".
وفي سياق متصل بالشأن الميداني في سورية أمس، أصيب عشرات المدنيين بحالات اختناق مساء السبت، جرّاء استنشاقهم غازاً ساماً، يعتقد أنه غاز الكلور، ألقته طائرة مروحية تابعة للنظام على مدينتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماه الشمالي.
وقال مصدر طبي لـ"العربي الجديد" إن "طائرات النظام المروحية استهدفت مدينتي كفرزيتا واللطامنة بعدّة براميل تحوي غازات سامة، يعتقد أنها من غاز الكلور السام، مما أدى إلى إصابة أكثر من ثلاثين مدنياً بحالات اختناق، تمّ نقلهم إلى النقاط الطبية لإجراء الإسعافات الطبية اللازمة".
وكان قد قتل خمسة مدنيين أمس، بقصف بالأسطوانات المتفجرة على مدينة اللطامنة شمالي حماه، كما قُتل ستة آخرون، وأصيب نحو عشرين، في قصف جوي وصاروخي لقوات النظام على بلدة المقيلبية غرب العاصمة دمشق.