وأشارت مصادر من الحركة إلى أن وفداً من "حماس الخارج" سينضم إلى وفد هنية، حيث سيصل خلال ساعات نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري إلى القاهرة أيضاً.
وفي السياق، وصل الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة إلى القاهرة، على رأس وفد من الحركة، لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين.
وأوضح المكتب الإعلامي لـ"الجهاد" أن النخالة "وصل للقاهرة على رأس وفد من المكتب السياسي، بدعوةٍ رسمية، لإجراء محادثات مع الأشقاء المصريين".
إلى ذلك، كشفت مصادر مصرية وجود حالة من الاستنفار من الجانب المصري، بسبب معلومات استخبارية لدى إسرائيل تتعلق بوصول نوعيات متطورة من الصواريخ الإيرانية إلى فصائل فلسطينية، ما تسبب في غضب عارم بالدوائر الأمنية الإسرائيلية، بشكلٍ قد ينسف كافة الجهود المتعلقة بالمحافظة على التهدئة بين غزة والاحتلال.
وكان وفد أمني مصري رفيع المستوى زار غزة يوم الخميس الماضي، بقيادة مسؤول ملف فلسطين في جهاز الاستخبارات العامة اللواء أحمد عبد الخالق. وقالت مصادر مصرية في وقت سابق لـ"العربي الجديد" إن الزيارة المفاجئة جاءت بعد وصول معلومات استخبارية إلى المسؤولين في القاهرة، حول تصعيد مرتقب خلال مسيرات العودة من الجانب الفلسطيني.
وأضافت المصادر أن "هناك أطرافاً خارجية تسعى لإشعال الموقف على الحدود الشرقية للقطاع، خلال مسيرات الغد (يوم الجمعة الماضي)، وهو أمر غير مأمون العواقب في هذه المرحلة الدقيقة"، كاشفة أن الوفد "يحمل رسائل إسرائيلية تحذيرية من التصعيد، سواء بالاقتراب من السياج الفاصل، أو بتكثيف إطلاق البالونات الحارقة".
وأوضحت المصادر أن "الجانب الإسرائيلي أبلغ المسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة أن قواته ستكون على أهبة الاستعداد، وإطلاق النيران سيكون بشكل مباشر بدون أي تحذيرات مسبقة لكل من سيقترب من السياج"، مشيرة إلى أن الوفد "سيجتمع مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، ومسؤول مكتب الحركة في غزة يحيى السنوار"، لمطالبتهما بالتهدئة وتفويت الفرصة على محاولات إشعال المنطقة من جانب أطراف إقليمية، في إشارة إلى إيران، وهي الرسالة ذاتها بحسب المصادر التي سينقلها الوفد لقيادة حركة "الجهاد"، التي تربطها علاقات وطيدة بطهران.
وكشفت المصادر أن الوفد أبلغ الفصائل الفلسطينية رهْن استمرار فتح معبر رفح أمام الحركة في الاتجاهين، باستمرار الهدوء وعدم التصعيد في مسيرات الجمعة.
يشار إلى أن مصر كانت قد قررت فتح معبر رفح البري في كلا الاتجاهين الثلاثاء الماضي، بعدما توقف عمل المعبر منذ ثلاثة أسابيع، عقب قرار الهيئة العامة للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله سحب موظفيها من المعبر، في أعقاب تصاعد الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس"، وهو القرار الذي رفضته الفصائل الفلسطينية، مشددة في بيان موحد على أنه يمثل "ضرباً لجهود المصالحة، ويزيد من معاناة شعبنا".
وقالت المصادر المصرية إن اللواء عبد الخالق، حمل رسالة شخصية من اللواء عباس كامل مدير جهاز الاستخبارات العامة، إلى قيادتي "حماس" و"الجهاد"، يدعوهما فيها للهدوء، من أجل عدم نسف الدور المصري، سواء في ملف التهدئة مع الاحتلال، والتي قطعت فيها القاهرة شوطاً كبيراً، على حد تعبير المصادر، وكذلك ملف المصالحة الداخلية، الذي لا تزال القاهرة تتمسك في ما يتعلق به بخيوط الأمل، في محاولة لإنقاذه".