وقال، في بيان نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق" عبر "تويتر": "نحن لم نبدأ هذه الحرب لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها"، مشدداً على أنه "ليس لدينا وقت فراغ لمشاهدة هرطقات مجرم الحرب (خليفة حفتر) على الفضائيات".
وأكد أن الجيش يتابع "تقدم قواته البطلة بقوة وحزم لمطاردة مليشيات حفتر الإرهابية".
Twitter Post
|
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق اليوم السبت، أنه تم الاتفاق مع رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق عقيلة صالح، واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، على طرح مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا.
وتدعو المبادرة المصرية إلى وقف إطلاق النار في ليبيا اعتباراً من بعد غد الاثنين. وحول كيفية الإعلان عما يسمى بـ"وثيقة القاهرة"، لوضع محددات الحل السياسي للأزمة الليبية، في غياب الطرف الثاني للأزمة، وهو حكومة الوفاق الوطني، قال مصدر رسمي مصري، رفض الكشف عن هويته، إن "الوثيقة والاجتماع هدفه علاج الانشقاق الأخير الذي ضرب معسكر الشرق بين حفتر وعقيلة صالح، وتوحيد ذلك المعسكر وراء رأس واحدة فقط، وهو رئيس البرلمان، تمهيداً للمرحلة القادمة وعودة المفاوضات مع الطرف الآخر في غرب ليبيا".
وأكّد المصدر نفسه لـ"العربي الجديد" أن "اجتماعات حفتر في القاهرة، على مدار اليومين الماضيين، تضمنت إلزامه بإعلان واضح بالتراجع عن إعلانه السابق بإسقاط اتفاق الصخيرات وتولي مقاليد الأمور في البلاد".
وأوضح المصدر أن مصر حمّلت الإمارات وحفتر مسؤولية التدهور الأخير الذي حدث، بسبب استدعاء روسيا للعب دور واسع في المعارك، مؤكداً أن القاهرة اعترضت بشدة منذ البداية على استدعاء موسكو، بدعوى أن ذلك سيؤجّج الغرب والولايات المتحدة الأميركية، باعتبار أن في ليبيا نفوذاً غربياً، ولن يسمح لروسيا بالسيطرة عليها، وهو ما كان نقطة التحول الرئيسية في الصراع، حيث تمكنت تركيا من استغلال ذلك المدخل، والحصول على ضوء أخضر أميركي، لتقويض نفوذ حفتر، وداعمه الروسي.
وأكد حفتر في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة مع السيسي وصالح، دعمه للمبادرة التي أعلنها السيسي، وتتضمن وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة 6:00 من صباح الاثنين. وقال: "إننا نؤكد دعمنا وقبولنا لها (المبادرة)، آملين الحصول على الدعم والتأييد الدوليين للعبور بليبيا لبر الأمان".
وأعلن السيسي في المؤتمر بعد لقائه حفتر "توافق القادة الليبيين على إطلاق (إعلان القاهرة) متضمناً مبادرة ليبية – ليبية كأساس لحلّ الأزمة، في إطار قرارات الأمم المتحدة والجهود السابقة في باريس وروما وأبوظبي وأخيراً في برلين". وأضاف أن المبادرة "تدعو إلى احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة السادسة من صباح 8 يونيو/حزيران 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية".
ومن جهته، أكد صالح أنّ المبادرة "تتماشى مع ما تعارف عليه الشعب الليبي، ومع الدستور الليبي والحكم في الفترة الانتقالية في ليبيا". وأضاف: "تتكون السلطة التنفيذية من رئيس ونائبين ورئيس وزراء منفصل، وتكون مدة هذا المجلس عاما ونصف يجوز أن تمد 6 أشهر... ولا تهميش لأحد ولا إقصاء لأحد".
ومُني حفتر خلال الساعات والأيام القليلة الماضية بخسائر كبرى، إذ تمكنت قوات حكومة "الوفاق" من استعادة السيطرة على منطقة الوشكة المحيطة بمدينة سرت الساحلية، فضلاً عن استعادة السيطرة على مدينة ترهونة، وكامل العاصمة طرابلس، لتطوى بذلك قصة أكثر من عام من الفشل، حاول خلاله حفتر اقتحام العاصمة بدعم سخي من حلفائه، ولا سيما القاهرة وأبوظبي.
ومنذ بدأت قوات حكومة الوفاق عملية "عاصفة السلام" مدعومة بطائرات تركية بدون طيار، في نهاية مارس/ آذار الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية. وسبق ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غرباً وصولاً إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس، تحت سيطرة قوات حكومة "الوفاق" بالكامل.