تعيش العائلات النازحة من شرقي مدينة حلب إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، في حالة خوفٍ من "المصير الغامض" الذي ينتظرها. ففضلاً عن القصف الذي تتعرض له قوافل النازحين، وآخره صباح اليوم الأربعاء، والذي حصد أرواح 45 شخصاً في حي جب القبة، فإن مصير العائلات التي تنجح في الوصول لا يبدو أحسن، إذ إن الكثير منها، خاصة الشباب، يتعرّضون للاعتقال أو الإعدام الميداني.
ونقل مركز حلب الإعلامي، عن مصادر لم يسمّها، أن قوات النظام أنشأت معسكرين أحدهما في مدرسة بحي الصاخور، والآخر في منطقة نقارين، بالقرب من مطار النيرب العسكري، لاحتجاز الشبان النازحين من شرقي حلب.
وأوضحت المصادر، أن هذين المعسكرين يتم فيهما احتجاز الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والأربعين عاماً، من الذين فروا مع عوائلهم من مناطق الاشتباك داخل حلب إلى الأحياء التي سيطرت عليها قوات النظام، وتقوم الأخيرة بمصادرة الأوراق الثبوتية لهؤلاء، الذين تجاوز عددهم ألف شخص حتى الآن.
وكانت قد وردت أنباء أخرى عن أن حالات إعدام ميداني وقعت بحق بعض الأهالي الفارين من مناطق الاشتباكات، إلى مناطق سيطرة قوات النظام ومليشياته. وذكرت قناة "حلب اليوم" أن وحدات الحماية الكردية، أعدمت رمياً بالرصاص ستة أشخاص في حي بعيدين بمدينة حلب، بعد تقدمها في الحي، يوم الاثنين الماضي.
كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المئات من النازحين يتعرضون إلى عمليات اعتقال واستجواب، حيث جرى الإفراج عن بعضهم، فيما لا يزال مصير آخرين مجهولاً.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن قوات النظام اختطفت 500 رجل من حلب.
وأشار مقال للكاتب مارتن تشلوف إلى أن أهالي شرقي حلب "يعيشون في حالة من القلق الشديد على مصير هؤلاء الرجال، الذين اختُطفوا على يد قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد، بعدما استطاعت السيطرة على ثلثي المدينة، التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية".
وبيّن أن "ثلاث عائلات اتصلت بهم الصحيفة، أكدوا أنهم لم يسمعوا أي خبر عن أقربائهم الذين اعتُقلوا في حي مساكن هنانو، الأحد الماضي، بعدما استطاعت الميلشيات العراقية وحزب الله اللبناني السيطرة على أجزاء من المدينة".