أدان عدد من الدول والمنظمات العربية والإسلامية والمؤسسات المصرية الهجوم الذي استهدف مسجداً في قرية الروضة، شمالي سيناء، اليوم الجمعة، وأسفر عن مقتل 235 شخصاً وإصابة 109 آخرين، في أحدث حصيلة.
تعزية من سلمان والصباح والحريري
وفي السياق نفسه، أبرزت الرئاسة المصرية، في بيان لها، تلقّي رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أعرب فيه عن إدانته الشديدة للحادث الآثم الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من المواطنين المصريين أثناء تأديتهم صلاة الجمعة.
وبحسب البيان، أكد الملك سلمان تضامن السعودية ووقوفها إلى جانب مصر وشعبها للتصدي للإرهاب ومحاولاته النيل من أمن الشعب المصري واستقراره، معبراً عن خالص التعازي وصادق المواساة في ضحايا الحادث، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل.
ووجّه السيسي الشكر إلى سلمان لحرصه على تقديم التعازي في ضحايا الحادث، مؤكداً عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين المصري والسعودي، مشدداً على أن "الإرهاب الذي بات يمثل خطراً وتهديداً للأمن القومي العربي تجب مواجهته بصورة شاملة".
وتلقّى السيسي اتصالين هاتفيين من أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أعربا خلالهما عن تعازيهما ومواساتهما في ضحايا الهجوم.
— Saad Hariri (@saadhariri) 24 novembre 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|
ووجّه السيسي الشكر إلى الصباح والحريري، مؤكداً "قوة العلاقات التي تربط بين بلديهما والشعب المصري".
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية، أعرب أمير الكويت عن تضامن بلاده مع مصر وشعبها، وتأييد جميع الإجراءات التي تتخذها القاهرة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
ترامب: هجوم "مروع وجبان"
وتلقى السيسي، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعرب فيه عن تعازي الولايات المتحدة في ضحايا الحادث الإرهابي.
وقالت الرئاسة المصرية إن ترامب أشار إلى أن "قتل الأبرياء خلال الصلاة يعد عملاً صادماً، ويؤكد مرة أخرى أن الإرهابيين مجردون من القيم والأخلاق الإنسانية"، مؤكدا تضامن بلاده الكامل مع مصر ودعمها ووقوفها إلى جانبها فى حربها ضد الإرهاب، واستعدادها لتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال.
وكان الرئيس الأميركي، قبل الاتصال، قد ندد بالاعتداء "المروع والجبان".
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر أن "العالم لا يمكن أن يتسامح مع الإرهاب. يجب أن نهزمهم عسكرياً ونعمل على تكذيب الأيديولوجيا المتطرفة التي تشكّل أساس وجودهم".
وفي السياق ذاته، تلقى السيسي اتصالات تعزية أخرى من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني عبدالله بن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأدان مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم "البشع والجبان"، وطالبا بتقديم الجناة للعدالة.
وفي بيان له، أدان غوتيريش "بأقوى العبارات الهجوم اليوم على مسجد الروضة بمركز بئر العبد بسيناء". ودعا إلى ضرورة "تقديم المسؤولين عن هذا الهجوم المروع اليوم إلى العدالة على وجه السرعة".
قطر: نرفض الإرهاب
وبعث أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ببرقية إلى الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أعرب فيها عن تعازيه في ضحايا التفجير الإرهابي، "سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته"، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكدا "إدانة دولة قطر واستنكارها الشديدين لهذه الجريمة الوحشية التي تتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية".
وأعربت الخارجية القطرية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير، مجددة، في بيان لها اليوم، موقف قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب.
وشدّد البيان على رفض قطر التام استهداف دور العبادة وترويع الآمنين، وعبّر عن تعازيها لذوي الضحايا والشعب المصري وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل.
وأدان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، عبر تويتر، "العمل البشع والجبان الذي استهدف بيتاً من بيوت الله، وأودى بحياة عشرات المدنيين الأبرياء".
— عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII) 24 novembre 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|
وقدّم عبد الله الثاني تعازيه لمصر قيادة وشعباً، وأكد "سنظل نحارب الإرهاب حتى القضاء عليه".
تركيا تندّد بـ"أعداء الإنسانية والدين"
من جهتها، أدانت الحكومة التركية بشدة الهجوم. ووصف المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، بتغريدة عبر حسابه على "تويتر"، منفّذي الهجوم ومن يقف وراءهم بـ"أعداء الإنسانية والدين".
وتابع بوزداغ أن "الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم، والمنظمات الإرهابية التي أصدرت أمر التنفيذ، والجهات التي تستخدم تلك المنظمات في سبيل تحقيق أهدافها، هم أعداء للإنسانية والدين والمعتقد".
وأكد أن "تركيا وشعبها يقفان إلى جانب مصر والشعب المصري ضد الهجمات الإرهابية".
وقررت السفارة التركية في القاهرة نكس علمها ثلاثة أيام حداداً على ضحايا هجوم سيناء.
تونس: الاعتداء إرهاب غادر
من جانبها، أدانت الخارجية التونسية "الاعتداء الإرهابي الغادر"، وجدّدت "موقفها الدّاعي إلى تضافر جُهود المجموعة الدوليّة لأجل تكثيف التعاون والتعجيل بإرساء الآليات الفاعلة والناجعة، للتصدّي لهذه الآفة المقيتة (الإرهاب)، وآثارها الخطيرة على الأمن والاستقرار والتنمية، في كافة دول العالم".
وأعربت تونس في بيانها عن "حُزنها العميق لهذه الخسائر البشريّة الفادحة، وتعاطفها مع أسر الضّحايا، وتضامنها المُطلق مع الحكومة المصرية، وثقتها بقُدرة الشّعب المصريّ الأبيّ على الانتصار على آفة الإرهاب، وحفظ أمنه واستقراره، الذي يُعتبر ركيزة أساسية في أمن المنطقة واستقرارها".
كذلك صدرت عن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي إدانة "شديدة" للهجوم، وذلك في بيان للأمين العام، يوسف بن أحمد العثيمين.
وأعرب العثيمين عن صدمته من الهجوم، ووصف مرتكبيه بأنهم "أعداء للإسلام ومصر وشعبها".
واستنكرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) الهجوم، وأفادت بأن "استهداف المصلين بهذا العمل الإجرامي يعد فسادًا في الأرض، واعتداء على نفوس معصومة ظلماً وبغياً".
ويأتي الهجوم بعد هدوء نسبي للعمليات المسلحة بالمنطقة ضد قوات الجيش والشرطة، ويعتبر تغييراً نوعياً نادراً لأهداف المجموعات المسلحة، منذ ظهور نشاطها في 2013.
إدانات في مصر لمذبحة سيناء
وأفاد مجلس النواب بأنه "تلقّى بمزيد من الحزن والأسى نبأ الهجوم الإرهابي الدنيء، الذي استهدف بيتاً من بيوت الله بمركز بئر العبد بسيناء، وراح ضحيته العشرات من السُجَّد الركَّع، وهم بين يدي الله، يؤدون فرائض صلاة هذا اليوم العظيم، ولا تفصل عن الاحتفال بذكرى نبي المحبة والهداية والسلام، صاحب المبادئ السامية، إلا أيام قليلة".
وقال المجلس، في بيان له: "إن هذه العصبة المارقة تسعى في الأرض فساداً، وقد قست قلوبها، وامتلأت وتميزت بالغيظ والكراهية للوطن، الذي لم ينتموا إليه يوماً بالولاء، ويسعون لأن يسبح في بحور من الدم والأشلاء، غير أن الله سيخيب ظنهم، لأنه كلأ مصر بعنايته، وحماها من كل سوء بفضل قيادتها وجيشها البواسل، وشرطتها الوطنية".
وأضاف البيان أن "إرادة الشعب المصري لا يُقيدها قيد، ولا يُغيب شمسه المضللون المفسدون في الأرض، الذين ستذهب ريحهم إلى غير رجعة، وستظل بيوت الله آمنة، وسيظل الأذان يرفع، وأجراس الكنائس تقرع".
وأدان مفتي الديار المصرية، شوقي علام، "الجريمة البشعة الآثمة، التي أقدم عليها الإرهابيون بتفجير المسجد أثناء صلاة الجمعة"، معتبراً أن الهجوم "دليل جديد على تجرد مُرتكبيه من أدنى درجات الرحمة والإنسانية، واستحلالهم الدماء، وسعيهم للفساد في الأرض، بما يكشف عن وجوههم القبيحة، وأغراضهم الدنيئة، والذين يجب التعامل معهم بكل حزم".
وشدد علام على أن "الإرهاب الآثم لا يفرق مطلقاً بين مدني وعسكري، وأن كل أهدافه تتمثل في نشر الخراب والدمار في كل مكان، حتى بيوت الله في الأرض"، متهماً الإرهابيين بـ"تخطي كل الخطوط الحمراء في عمليات القتل وترويع الآمنين الأبرياء، من دون وجه حق".
وتابع أن "المدى الذي وصل إليه إجرام هؤلاء الإرهابيين، والوضوح الجلي لأهدافهم الإجرامية، يوجب على المصريين جميعاً أن يحشدوا جهودهم من أجل دعم مؤسسات الدولة في حربها الشاملة ضد العصابات الإرهابية، إذ لم يعد خافياً أن وراءها جهات خارجية لا تُريد الخير والاستقرار لمصر وشعبها".
ودعا مفتي الديار المصرية "جموع الشعب إلى وحدة الصف والتكاتف، ودعم مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها قوات الجيش والشرطة، في حربها ضد جماعات الضلال والغدر والإرهاب"، متوجهاً بالدعاء لله في أن " يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن تنعم بلاده بالأمن والاستقرار".
بدوره، شدّد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، على "ضرورة العمل بقوة ضد الإرهابيين وجرائمهم"، قائلاً إن "سفك الدماء المعصومة، وانتهاك حرمة بيوت الله، وترويع المصلين والآمنين يعد من الإفساد في الأرض، ويستوجب الضرب بكل شدة وحزم على أيدي هذه العصابات الإرهابية، ومصادر تمويلها وتسليحها".
وأشار شيخ الأزهر إلى أنه "بعد استهداف الكنائس جاء الدور على المساجد، وكأن الإرهاب يُريد أن يوحد المصريين في الموت والخراب، إلا أنه سيندحر، وستنتصر وحدة المصريين، وقوتهم بالتكاتف والعزيمة"، مؤكداً "دعم الأزهر لمؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش والشرطة، في جهودها للقضاء على تلك العصابات الإرهابية الخبيثة، وتطهير تراب الوطن منها".
في السياق ذاته، أدانت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، الهجوم، ناعية "بكل الحزن والأسى شهداء الوطن الأبرار، والذين تُصلي إلى الله من أجلهم ليهب العزاء إلى أسر الشهداء، والشفاء للمصابين والمجروحين".
وتوجّهت الكنيسة بالدعاء لـ"أن يرحم مصر، ويدفع عنها الإرهاب الوحشي الغاشم، الذي لم تعرف له مثيلاً من قبل، وتلفظه مصر بسماحتها، وحضارتها العريقة، كونها ستظل حصناً منيعاً تنكسر على أسواره كل مؤامرات الأعداء"، مُعلنة تضامنها مع "كل أطياف الشعب المصري، ومؤسساته كافة، في حربها العادلة ضد الإرهاب".
كذلك لفت وكيل بطريركية الأقباط الكاثوليك بمصر، الأب هاني باخوم، إلى أهمية "تفعيل المجلس الأعلى لمكافحة التطرف والإرهاب"، الذي شكّله الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت رئاسته، في يوليو/ تموز الماضي، بهدف مواجهة الفكر المتطرف، والقضاء على مُسببات الإرهاب.