انتقلت العمليات العسكرية في العراق بعد أيام قليلة على إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتهاء معركة الفلوجة باستعادة السيطرة عليها، إلى شمال البلاد، بعد أشهر ساخنة عاشها المحور الغربي المتمثل بمحافظة الأنبار، وغرب وجنوب سامراء. وتستمر المعارك، لليوم الثاني على التوالي، على مشارف مدينة الشرقاط، شمال العراق، بعد تمكُّن القوات العراقية النظامية بمساندة الآلاف من مليشيات "الحشد الشعبي"، وبغطاء جوي من التحالف الدولي، بالتحرك من محورين؛ الأول محور بيجي، والثاني محور كركوك سلسلة جبال حمرين، والتجمع على مشارف المدينة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ نحو عامين ونصف العام.
والشرقاط مدينة تاريخية قديمة، تعود تسميتها إلى كلمة آشورية وهي "آشوركات"، أي "مدينة الذئاب"، من بين ثلاث محافظات عراقية، وهي على بعد 125 كيلومتراً جنوب الموصل، العاصمة المحلية لمحافظة نينوى، ومعقل "داعش" حالياً، وعلى بعد 125 كيلومتراً شمال تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين المحلية، وعلى بعد 135 كيلومتراً غرب محافظة كركوك وعاصمتها مدينة كركوك.
وتعدّ الشرقاط مركزاً لمدينة آشور التاريخية، فضلاً عن أنّها محاطة بالتلال من جهات عدة. فمن الجنوب، تحدها تلال الخانوكة، ومن الغرب تحدها تلال الجميلة، ومن الشمال تلال الجرناف، مع وجود تلال أخرى متفرقة جعلتها منطقة مريحة للجيوش التي تتحصن بها تاريخياً، ما يعني أن المهمة لن تكون سهلة أمام القوات المهاجمة. ويقطن الشرقاط نحو نصف مليون نسمة جميعهم من العشائر العربية السنية، وأبرزها شمر، والجبور، والجميلة، واللهيب، والعبيد، والدليم، وعشائر عربية أخرى. تعرف الشرقاط باسم مدينة الأدباء والشعراء، وتمتاز بطبيعة ساحرة. وتضم المدينة الموقع الأثري الآشوري الذي يعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد، ما يجعلها من أقدم مدن العراق والمنطقة العربية.
ويقسم الشرقاط نهر دجلة إلى قسمين، ويطلق على الأول اسم الساحل الأيمن، والثاني الساحل الأيسر. الساحل الأيمن هو الذي يشكل مركز القضاء، والساحل الأيسر يمثل ريف المدينة، كما أن المدينة ملاصقة لمدينة الحضر التاريخية المشهورة. وتتركز المعارك على محوري المدينة الغربي والشمالي وسط قصف عشوائي عنيف يطاول المدينة، تشنّه مليشيات "الحشد الشعبي" المرافقة للجيش، مع شعارات التهديد والوعيد الطائفية، في سيناريو مشابه لما حدث بالفلوجة الشهر الماضي، وسط معلومات عن سقوط العشرات من الضحايا المدنيين في اليوم الثاني من المعارك.
وتسعى القوات الحكومية ومليشيات "الحشد" إلى استعادة المدينة بهدف الاقتراب من المدينة التالية التي تضم أكبر مطار وقاعدة عسكرية بالعراق، وهي القيارة، البوابة الجنوبية التي تفضي إلى مدينة الموصل، عاصمة التنظيم. ومع تدفق مزيد من القوات الحكومية ومليشيات "الحشد" إلى مشارف المدينة، تتوالى الإعلانات الحكومية عن تحقيق انتصارات في تلك المعارك، وسط تضارب للمعلومات بين خلية الإعلام الحربي، وهي المرتبطة بقيادة العمليات المشتركة التي تضم قوات وزارتَي الدفاع والداخلية و"الحشد"، وبين وزارة الدفاع الرسمية.
اقــرأ أيضاً
وخلال أقل من ساعتين، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أنّ قواتها حققت تقدماً ووصلت إلى تلال الباج، عند أسوار الشرقاط، ما يعني أنها حررت ريفها الغربي، وهو ما نفته قيادة العمليات المشتركة في بيان صدر عن خلية الإعلام الحربي، قالت فيه إن "القوات لم تصل إلى تلك المنطقة"، وهو ما يشير إلى تخبط واسع في القيادة العامة للمعركة ومحاولة كل جهة تجيير أي انتصار لصالحها، كما حدث في معارك سابقة.
ويؤكد العقيد الركن فاضل محمود اللهيبي، من اللواء السادس عشر بالفرقة الخامسة في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية تساندها المليشيات. ولا تزال المعارك مستمرة من محاور عدة، ولن تتوقف حتى استعادة المدينة، كخطوة نحو الموصل". ويضيف اللهيبي أن "القوات المشتركة حررت عدداً من القرى، والغطاء الجوي الأميركي موجود في سماء المعركة"، لافتاً إلى أنه "من المبكر القول إن المدينة ستحرر قريباً".
فيما تؤكد مصادر محلية من داخل المدينة التي يتواجد فيها نحو 80 ألف نسمة، أن ما لا يقل عن 50 مدنياً سقطوا بين قتيل وجريح خلال اليومين الماضيين بسبب قذائف وصواريخ المليشيات. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الصواريخ سقطت على أحياء الوحدة، والعلوة، والجمهورية، والشارع العام، وسط المدينة. في حين تشير مصادر أمن عراقية إلى تكبيد القوات المهاجمة، لغاية الآن، أكثر من 32 قتيلاً وإصابة نحو 80 آخرين غالبيتهم من المليشيات بسبب العمليات الانتحارية للتنظيم، وحقول الألغام المزروعة حول المدينة.
من جهته، أكّد وزير الدفاع خالد العبيدي "استمرار تقدم القوات المسلحة في معارك الشرقاط"، مشيراً إلى "تكبيد داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات". وبيّن أنه "سيتم تحرير مناطق عديدة، خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد انكسار داعش في الفلوجة، ومناطق وقرى جنوب الموصل وشمال صلاح الدين".
ويقول الرائد في جهاز مكافحة الإرهاب، إحسان العامري، إنّ "التعزيزات العسكرية مستمرة بالوصول إلى مناطق جنوب الموصل وشمال صلاح الدين"، مشيراً إلى أنّ "انتهاء معركة الفلوجة منح القيادة العامة للقوات المسلّحة فرصة إرسال عدد من القطعات العسكرية إلى محاور جنوب الموصل". وأكّد أنّ "ثلاثة أفواج من الشرطة وصلت، أمس الأربعاء، إلى بلدة مخمور، جنوبي الموصل، والتحقت بالقطعات المقاتلة"، مبيناً أنّ "الأفواج وصلت مع تعزيزاتها العسكرية الكاملة من سلاح وعتاد وناقلات". ويشير إلى أنّ "قطعات أخرى ستصل من محافظة الأنبار إلى هذا المحور، تمهيداً لانطلاق عملية تحرير الموصل".
والشرقاط مدينة تاريخية قديمة، تعود تسميتها إلى كلمة آشورية وهي "آشوركات"، أي "مدينة الذئاب"، من بين ثلاث محافظات عراقية، وهي على بعد 125 كيلومتراً جنوب الموصل، العاصمة المحلية لمحافظة نينوى، ومعقل "داعش" حالياً، وعلى بعد 125 كيلومتراً شمال تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين المحلية، وعلى بعد 135 كيلومتراً غرب محافظة كركوك وعاصمتها مدينة كركوك.
ويقسم الشرقاط نهر دجلة إلى قسمين، ويطلق على الأول اسم الساحل الأيمن، والثاني الساحل الأيسر. الساحل الأيمن هو الذي يشكل مركز القضاء، والساحل الأيسر يمثل ريف المدينة، كما أن المدينة ملاصقة لمدينة الحضر التاريخية المشهورة. وتتركز المعارك على محوري المدينة الغربي والشمالي وسط قصف عشوائي عنيف يطاول المدينة، تشنّه مليشيات "الحشد الشعبي" المرافقة للجيش، مع شعارات التهديد والوعيد الطائفية، في سيناريو مشابه لما حدث بالفلوجة الشهر الماضي، وسط معلومات عن سقوط العشرات من الضحايا المدنيين في اليوم الثاني من المعارك.
وتسعى القوات الحكومية ومليشيات "الحشد" إلى استعادة المدينة بهدف الاقتراب من المدينة التالية التي تضم أكبر مطار وقاعدة عسكرية بالعراق، وهي القيارة، البوابة الجنوبية التي تفضي إلى مدينة الموصل، عاصمة التنظيم. ومع تدفق مزيد من القوات الحكومية ومليشيات "الحشد" إلى مشارف المدينة، تتوالى الإعلانات الحكومية عن تحقيق انتصارات في تلك المعارك، وسط تضارب للمعلومات بين خلية الإعلام الحربي، وهي المرتبطة بقيادة العمليات المشتركة التي تضم قوات وزارتَي الدفاع والداخلية و"الحشد"، وبين وزارة الدفاع الرسمية.
وخلال أقل من ساعتين، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أنّ قواتها حققت تقدماً ووصلت إلى تلال الباج، عند أسوار الشرقاط، ما يعني أنها حررت ريفها الغربي، وهو ما نفته قيادة العمليات المشتركة في بيان صدر عن خلية الإعلام الحربي، قالت فيه إن "القوات لم تصل إلى تلك المنطقة"، وهو ما يشير إلى تخبط واسع في القيادة العامة للمعركة ومحاولة كل جهة تجيير أي انتصار لصالحها، كما حدث في معارك سابقة.
ويؤكد العقيد الركن فاضل محمود اللهيبي، من اللواء السادس عشر بالفرقة الخامسة في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية تساندها المليشيات. ولا تزال المعارك مستمرة من محاور عدة، ولن تتوقف حتى استعادة المدينة، كخطوة نحو الموصل". ويضيف اللهيبي أن "القوات المشتركة حررت عدداً من القرى، والغطاء الجوي الأميركي موجود في سماء المعركة"، لافتاً إلى أنه "من المبكر القول إن المدينة ستحرر قريباً".
من جهته، أكّد وزير الدفاع خالد العبيدي "استمرار تقدم القوات المسلحة في معارك الشرقاط"، مشيراً إلى "تكبيد داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات". وبيّن أنه "سيتم تحرير مناطق عديدة، خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد انكسار داعش في الفلوجة، ومناطق وقرى جنوب الموصل وشمال صلاح الدين".
ويقول الرائد في جهاز مكافحة الإرهاب، إحسان العامري، إنّ "التعزيزات العسكرية مستمرة بالوصول إلى مناطق جنوب الموصل وشمال صلاح الدين"، مشيراً إلى أنّ "انتهاء معركة الفلوجة منح القيادة العامة للقوات المسلّحة فرصة إرسال عدد من القطعات العسكرية إلى محاور جنوب الموصل". وأكّد أنّ "ثلاثة أفواج من الشرطة وصلت، أمس الأربعاء، إلى بلدة مخمور، جنوبي الموصل، والتحقت بالقطعات المقاتلة"، مبيناً أنّ "الأفواج وصلت مع تعزيزاتها العسكرية الكاملة من سلاح وعتاد وناقلات". ويشير إلى أنّ "قطعات أخرى ستصل من محافظة الأنبار إلى هذا المحور، تمهيداً لانطلاق عملية تحرير الموصل".