وفي تفاصيل الحادث الإرهابي، قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن مسلحي تنظيم "ولاية سيناء" نصبوا كمينا للشاحنات على طريق الحسنة، وأوقفوا عددا منها، وبدأوا بإشعال النيران فيها بعد حديث قصير مع سائقيها الذين حاولوا منعهم من ذلك، أو التفاوض معهم على عدم العودة للعمل لصالح الجيش.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن بعض سائقي الشاحنات عندما رأوا إحراق شاحنات زملائهم حاولوا الهرب، إلا أن مسلحي التنظيم طاردوهم على الطريق، ومن ثم قاموا بقتلهم وهم ثمانية سائقين على الأقل، فيما تم إحراق شاحناتهم أيضا ليرتفع العدد إلى عشرين شاحنة.
وأشارت المصادر إلى أن التنظيم حذّر السائقين وشركات المقاولات من العمل في مشاريع لصالح الجيش، وأرسلت رسائل تهديد مباشرة لعشرات السائقين والشركات، كان آخرها الخميس الماضي برسالة لشركة الصيانة التي يرتادها سائقو مشاريع الجيش بوسط سيناء.
وكان التنظيم قد أحرق عددا من الشاحنات والآليات الثقيلة قبل شهر في مناطق العريش ووسط سيناء، تتبع لشركات تخدم مشاريع الجيش، بعد رسائل ورقية وصلت إلى أصحابها قبل إحراقها، كما اختطف التنظيم رجل أعمال من مدينة العريش، لترؤسه شركات مقاولات تعمل لصالح الجيش.
وفي المقابل، كان رد الجيش على كل هذه الرسائل بدعوة السائقين للاستمرار في العمل، مع تقليلهم من إمكانية إقدام التنظيم على قتلهم أو إيذائهم، بعد أن عمل على إنشاء عدة كمائن جديدة على الطريق الأوسط بوسط سيناء.
وخلال نصب الكمين، تصادف مرور قائد كتيبة في الجيش المصري المقدم أركان حرب محمد حسنين، الذي حاول بدوره صد أفراد التنظيم عن إكمال هجومهم على السائقين والشاحنات، إلا أنه قتل برصاص التنظيم، بالإضافة إلى مرافقه، فيما تمت سرقة محتويات سيارته من أسلحة وذخيرة ومعدات أخرى، وفق ما قالت مصادر طبية لـ"العربي الجديد".
وكان تنظيم ولاية سيناء قد فجر آلية مفخخة في بوابة مصنع إسمنت الجيش بوسط سيناء قبل أسبوعين، إلا أن ذلك لم يسفر عن وقوع قتلى في صفوف العاملين في المصنع، فيما قتل مجند من الجيش في نقطة حراسة قريبة منه، فيما تواصل العمل في المصنع، وحركة الشاحنات منه وإليه.
وفي التعليق على ذلك، يقول باحث في شؤون سيناء لـ"العربي الجديد" إن تنظيم ولاية سيناء يبدو أنه يتجه أكثر من أي وقت مضى، لمحاربة المشاريع الاقتصادية للجيش المصري، لتصوره أن ضرباته لاقتصاد الجيش توجع قيادته أكثر من الهجمات على الأفراد والآليات.
وأوضح الباحث أيضا أن هذه الضربة التي وجهها التنظيم للعاملين لصالح مشاريع الجيش، ربما تؤثر على قرار إكمالهم للعمل، في حال لم يقرر حماية تحركاتهم بقوات أمنية في كل مناطق سيناء خلال المرحلة المقبلة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجيش لن يتجه لهذا القرار إلا في حال توقف السائقين عن العمل في مشاريعه بشكل فعلي.