رفضت الرئاسة السودانية، يوم الأحد، طلباً تقدمت به أحزاب المعارضة بإطلاق سراح رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، الذي اعتقلته السلطات في السابع عشر من شهر مايو/أيار الحالي على خلفية البلاغ المقدم ضده من قبل جهاز الأمن بسبب الانتقادات التي وجهها لقوات الدعم السريع "الجنجويد".
وتركت الرئاسة السودانية الباب مفتوحاً أمام اتخاذ هذه الخطوة إلى ما بعد الانتهاء من التحقيقات معه في البلاغ المقدم ضده، بعدما اتفقت أحزاب المعارضة السودانية، الموافقة على الحوار، مع رئاسة الجمهورية، على إيجاد مخرج لقضية اعتقال المهدي.
واعتبر النائب الأول لرئيس الجمهورية، بكري حسن صالح، خلال لقائه وفداً من أحزاب المعارضة، يوم الأحد، أن "المؤسسية تقتضي استكمال الاجراءات القانونية الأولية من التحقيق في مواجهة المهدي ومن ثم النظر في الخطوة التالية، حسب ما يكفله القانون من سلطات لوزير العدل أو رئيس الجمهورية".
ووعد صالح بالنظر في طلب المعارضة لقاء المهدي في السجن، وفقاً لما يقتضيه الوضع القانوني الراهن، مجدداً تأكيد الدولة على "عدم التراجع عما اعلنه الرئيس السوداني، عمر البشير، من ممارسة للحريات بمسؤولية أخلاقية".
وكان في مقدمة وفد المعارضة ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، وحركة "الاصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين.
من جهته، قال القيادي في حركة "الاصلاح الآن"، حسن رزق، في تصريحات عقب الاجتماع، إنهم في المعارضة طلبوا مقابلة البشير، ولكن بسبب ظروفه الصحية التقوا بالنائب الأول وبحثوا معه قضية توقيف المهدي، وتراجع الحريات عبر إغلاق صحيفة يومية ومنع مسيرة سلمية لحزب الأمة الجمعة الماضية. يضاف إلى ذلك، منع الصحف من إثارة قضايا الفساد.
وأكد رزق أن اللقاء ركز على الحوار باعتباره مخرجاً لأزمات البلاد، وأن الاجراءات الأخيرة التي تقوم بها السلطات من شأنها إعاقة الحوار أو توقيفه أو تأجيله.
وشدد على أن استمرار الحوار مرهون بإزالة تلك العقبات. وفيما أكد أن المعارضة طلبت لقاء المهدي في محبسه في سجن كوبر، رأى أنه "حتى اذا كانت هناك مسائل قانونية أو إجرائية تجاه المهدي، فإنه يمكن أن تكيّف قانونياً حتى يتم تجاوز تلك المعضلة، ولا سيما أن زعيم حزب الأمة القومي يعتبر مؤثراً في الساحة السياسية، اختلفنا أم اتفقنا".
إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني مقتل القائد الميداني الثاني لقوات الدعم السريع، حسين جبر الدار، في معارك مع الجبهة الثورية في منطقة "دلدكو" على بعد 20 كيلومتراً من كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وتباينت تصريحات للجيش السوداني والجبهة الثورية بشأن سير المعارك. وأكد الجيش أنه تصدى لهجوم قوات الجبهة الثورية، التي تضم عدداً من الحركات المسلحة، على رأسها الحركة الشعبية ــ "قطاع الشمال"، على دلدكو أمس السبت.
وأشار إلى أنه كبّدهم خسائر فادحة في الارواح والممتلكات، معترفاً بمقتل جبر الدار. وأشار إلى أن الهجوم هو الثالث من نوعه على تلك المنطقة خلال اليومين الماضيين.
في المقابل، أكدت الجبهة الثورية في بيان أنها هزمت قوات الدعم السريع المعروفة بـ"الجنجويد" في منطقة دلدكو، واستولت على كميات ضخمة من العتاد.