على الرغم من التنسيق الأمني والعسكري المعلن بين إسرائيل وروسيا في الأجواء السورية، إلا أن هذا التنسيق لم يمتد لغاية الآن إلى المجال البحري وما يتعلق بنشاط جيشي الدولتين في البحر المتوسط، وخاصة قبالة الشواطئ السورية واللبنانية.
وذكر موقع "والا" الإسرائيلي، مساء اليوم، أن دخول الغواصة المذكورة، الأكثر تطورا في الأسطول الروسي، مياه المتوسط يندرج ضمن "الجهد الروسي لمحاربة داعش" وحماية نظام الأسد بحسب إعلان وزير الخارجية الروسي، سرجيي لافروف.
وعلى الرغم من تأكيد الجهات الأمنية الإسرائيلية، أن روسيا لا تعتبر عدوا لإسرائيل وأن نشاطها العسكري ليس موجها ضد الأهداف الإسرائيلية، إلا أن دخول الغواصة مياه المتوسط من شأنه أن يعيق النشاط الإسرائيلي في مياه المتوسط، ولا سيما ما يتعلق بإبحار ورحلات الغواصات الإسرائيلية من طراز دولفين، التي تنشط في رصد وجمع المعلومات الاستخبارية لصالح إسرائيل.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن الغواصة الروسية المزودة بسونار (رادار مائي) متطور، ستكون قادرة على كشف كل نشاط بحري إسرائيلي تحت الماء، وأن تشوش على هذا النشاط بفعل التعاون الاستخباراتي بين الجيش الروسي وجيش النظام، مما يوحي أيضا باحتمال نقل معلومات استخباراتية لحزب الله في نهاية المطاف من قبل النظام السوري.
ويخشى الاحتلال من حقيقة كون نشاط الغواصة الروسية عاملاً سيحدّ ويقلص من قدرة المناورات العسكرية وحرية الحركة، التي تمتعت بها إسرائيل في مياه المتوسط قبل وصول الغواصة الروسية المذكورة.
وبحسب المعلومات، التي نشرها الموقع الإسرائيلي، فإن الغواصة الروسية تعمل على محرك ديزل، ومزودة بصواريخ طوربيدو، وتزن 4000 طن. إلى ذلك فإنها قادرة على الإبحار بسرعة تصل لغاية 20 عقدة في الساعة، والمكوث تحت الماء دون حاجة للصعود فوق سطح البحر 45 يوما. وهي قادرة على الإبحار أيضا في المياه الضحلة وهو ما يمكنها من الاقتراب من الشواطئ لجمع المعلومات الاستخباراتية.
وفي سياق متصل، ذكرت مواقع إسرائيلية مختلفة أن جيش الاحتلال يعتزم نشر منظومة القبة الحديدية في مياه المتوسط لحماية "حقول الغاز الإسرائيلية" في البحر، بعد أن كانت قد تعرضت خلال العدوان على غزة لمحاولات استهدافها بصواريخ المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة.
وكان رئيس الموساد الحالي ، يوسي كوهين، قد كشف هذا الأمر قبل أكثر من أسبوعين، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، عندما كان لا يزال مستشارا للأمن القومي.
وسبق لتقارير إسرائيلية مختلفة أن تحدثت عن التحديات ومخاوف من استهداف حقول الغاز الطبيعي في المتوسط من قبل حزب الله، خاصة بعد تزوده بصواريخ روسية من طراز ياخوت.
اقرأ أيضاً: تدريبات إسرائيلية في اليونان ضد أنظمة دفاعية جوية روسية