يحاول ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نوري المالكي، استغلال تفجير بغداد الأخير للتحريض على أهالي مناطق محافظة الأنبار، حيث طالب الحكومة بمنعهم من دخول العاصمة بغداد، بحجّة تجنب دخول عناصر تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) معهم، بينما توعدّت إحدى فصائل مليشيا "الحشد" بضرب ما سمتها بـ"الخلايا" النائمة في بغداد.
وقال رئيس كتلة "دولة القانون" النيابيّة، علي الأديب، في بيان صحافي، إنّ "ما جرى في منطقة الكرادة وسط بغداد من عمل إرهابي دموي جبان طاول الآمنين العزّل من أبناء شعبنا الجريح، ما هو إلّا صورة معبّرة عن خسة وجبن المارقين".
وأضاف: "نحن إذ نستنكر ونشجب العمل الإجرامي لهذه العصابة الشاذّة، نستصرخ علماء الأمة الإسلامية الشرفاء، أن يكونوا على مستوى مسؤوليتهم الشرعية، في مواجهة هذه الفرقة الضالّة، وفقهائهم العملاء من أصحاب الفكر الوهابي التكفيري، والتصدي لهم بآراء وفتاوى صريحة، تدين أعمالهم وتجّرم أفكارهم، فقد عاثوا في الأرض فساداً ودماراً". مشدداً على "ضرورة تنفيذ عقوبة الإعدام، المصادق عليها بحق الإرهابيين الذين يقبعون في السجون، تبياناًَ لجدية وصرامة القانون والمسؤولين عن النظام".
ودعا الأديب المسؤولين إلى: "اتخاذ إجراءات سريعة، تمنع دخول أبناء المناطق المحررة من محافظة الأنبار إلى بغداد، ووضعهم في أماكن بعيدة عنها، لتجنب تسلّل الدواعش إليها"، مطالباً الحكومة بـ"المباشرة الفوريّة بمحاسبة العناصر والقيادات الأمنية المسؤولة عن حماية المنطقة وإنزال العقوبات التي يستحقونها بهم دون مجاملة أو محاباة".
من جهتها، توعّدت مليشيا "النجباء"، المنضوية ضمن "الحشد الشعبي"، بـ"قض الخلايا النائمة في العاصمة بغداد، وجميع مدن العراق"، مطالبةً بـ"استئصال السفارة السعودية في بغداد ودواعش السياسة".
وقال الأمين العام للمليشيا، أكرم الكعبين، في بيان صحافي: "نعاهد شعبنا العراقي وهذه الدماء الزكية بأنّ ثأرنا لن يتوقف، وسنقض خلايا داعش النائمة في بغداد، وفي كل مدننا الحبيبة، وسنذهب إليهم في الموصل، بل في كل مكان في العالم، لاستئصال هذه الغدد السرطانية، بؤر التكفير ومنابعه".
داعياً، الحكومة إلى: "استئصال الغدّة السرطانية السياسيّة القابعة في بغداد، من دواعش السياسة ، وسفارة آل سعود الوهابية، والتي كانت ولا تزال، الغطاء الحقيقي لكل هذه التفجيرات"، بحسب تعبيره.
يشار الى أنّ مصادر طبية وأمنية عراقية، قد أعلنت، اليوم الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا تفجير الكرادة الدامي، وسط بغداد، إلى 347 قتيلاً وجريحاً، من بينهم 12 عائلة كاملة، فضلاً عن عشرات الأطفال والنساء ورجال الأمن، في التفجير الذي يعتبر الأعنف في العراق منذ نحو عامين، على آخر اعتداء مماثل، استهدف سوقاً شعبية في العاصمة.