كثّفت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من عملياتها ضد تنظيم "داعش"، في مناطق شرق الفرات، ودفعته نحو الجيب الكبير المتبقي له ضمن البادية السورية جنوب دير الزور، وسط تصاعد في نزوح المدنيين من مناطق المعارك.
وقالت مصادر محلية إن الضغوط العسكرية على التنظيم، دفعت بالعشرات من عناصره إلى التسلل نحو الضفاف الغربية لنهر الفرات، متجهين إلى بادية دير الزور، حيث من المتوقع أن تكون وجهتهم نحو البادية السورية، الواقعة في شمال السخنة وجنوب دير الزور، بالتزامن مع انتشار أكبر لقوات النظام وحلفائها على الشريط الغربي لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي.
وقالت شبكة "دير الزور الإخبارية" إن 30 عنصرًا عراقيًا من تنظيم "داعش" سلّموا أنفسهم، يوم أمس، لمليشيات "قسد"، وكان من بينهم قياديان اثنان، بعد أن أوهموا التنظيم بأنهم سيقومون بعمليات انغماسية خلف خطوط "قسد"، ولكنهم انضموا إلى قوافل النازحين الخارجين من مناطق سيطرة "داعش" باتجاه مناطق سيطرة "قسد".
ورغم التقهقر العسكري، تنشط ما يعتقد أنها خلايا تابعة للتنظيم في تنفيذ عمليات اغتيال ضد عناصر "قسد"، إذ استهدف مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية برشاشاتهم عنصرين من "قسد" في قرية برشم، قرب بلدة البصيرة، بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتلهما على الفور.
وتترافق العمليات العسكرية مع ارتفاع وتيرة نزوح المدنيين، حيث قالت مصادر محلية إن عشرات العائلات خرجت من بلدة السوسة الخاضعة لسيطرة "داعش" نحو مناطق سيطرة "قسد" بآلياتهم، يحملون بعض الأمتعة والفراش، مشيرة إلى أن رتلًا مؤلفًا من عشرات السيارات والجرارات الزراعية غادر حقل العمر، بعد أن أمضى الليلة هناك واتجه نحو القرى والبلدات القريبة من حقل العمر.
وتقول مصادر إن أكثر من 5500 شخص غادروا تلك المناطق، من ضمنهم نحو 300 عنصر من تنظيم "داعش" جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرّف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلّم نفسه بعد تمكّنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.
إلى ذلك، وفيما أغلقت قوات النظام معبر الصالحية الواصل بين مناطق "قسد" والنظام عند مدخل مدينة دير الزور الشمالي، صباح اليوم، من دون معرفة الأسباب، جرت اشتباكات محدودة بين الجانبين، على ضفة نهر الفرات الغربية في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن الجانبين استخدما مضادات الطيران والأسلحة الخفيفة في تبادل إطلاق النار بينهما من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات التحالف الدولي الموجودة في قاعدة التنف، استهدفت قبل يومين مواقع تسيطر عليها قوات النظام، في منطقة زركا ببادية حمص الشرقية، والواقعة إلى الغرب من منطقة الـ55 التي تقع تحت سيطرة التحالف الدولي، فيما يعد أول استهداف للمنطقة عقب القرار الأميركي الانسحاب من الأراضي السورية.
يأتي ذلك، فيما قال مسؤول عراقي إن الجيش الأميركي أنشأ قاعدتين عسكريتين جديدتين في محافظة الأنبار غربي العراق قرب الحدود السورية.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن عضو مجلس محافظة الأنبار، فرحان الدليمي، قوله إن الجيش الأميركي أنشأ القاعدة الأولى شمال ناحية الرمانة، والثانية شرق مدينة الرطبة، التي تبعد قرابة 100 كيلومتر عن محافظة دير الزور شرقي سورية.
وأضاف الدليمي أن إنشاء القاعدتين يهدف إلى منع محاولة تسلل عناصر تنظيم "داعش" إلى تلك المدن من شرقي سورية.