قالت طالبة سودانية تحمل إقامة قانونية في الولايات المتحدة إن حراساً في مطار بنيويورك كبلوا يديها لفترة وجيزة، بعد أمر أصدره الرئيس دونالد ترامب بمنع دخول رعايا سبع دول أغلب سكانها من المسلمين.
وقالت نسرين الأمين (39 عاماً)، التي تعد رسالة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا أو ما يعرف بعلم الإنسان بجامعة ستانفورد وتعيش في الولايات المتحدة منذ 1993، إنها وصلت إلى مطار جون إف كنيدي الدولي مساء الجمعة واحتجزت لنحو خمس ساعات.
وعند الساعة 4:42 دقيقة من يوم الجمعة، دخل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ، وتقرر بموجبه منع دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة 120 يوماً، فيما منع اللاجئون السوريون إلى أجل غير مسمى، ومنع من دخول الولايات المتحدة ولمدة تسعين يوماً، مواطنو سبع دول ذات غالبية مسلمة هي: إيران، العراق، ليبيا، الصومال، السودان، سورية واليمن.
وأحدث القرار تخبطاً وفوضى وضجة في جميع أنحاء العالم، فمن احتجاز العشرات في مطارات الولايات المتحدة ومنعهم من الدخول، إلى إيقاف حلم عائلة سورية كان مقرراً أن تصل الثلاثاء القادم، فيما وصل الأمر في إسطنبول، إلى توقيف الرحلة، وإخراج امرأة إيرانية وأسرتها من الطائرة.
وجاء قرار القاضية الفيدرالية آن دونيلي من بروكلين، اليوم الأحد، لمساعدة عشرات من اللاجئين وغيرهم الذين كانوا محاصرين في المطارات في جميع أنحاء الولايات المتحدة يوم السبت، بعد قرار ترامب، الذي يسعى لمنع العديد من الأجانب من دخول البلاد.
ومنع حكم القاضية جزءاً من تصرفات الرئيس، ومنع الحكومة من ترحيل بعض الوافدين الذين وجدوا أنفسهم في ورطة بأمر رئاسي، ولكنه لم يصل الى حد السماح لهم بدخول البلاد أو إصدار حكم أوسع في دستورية إجراءات الرئيس الأميركي.
وقالت الأمين إنها كانت في السودان لإجراء بحث أكاديمي واستقلت الطائرة صباح يوم الجمعة، مضيفة أنها بعد أن قدمت البطاقة الخضراء، التي تشير إلى أنها تحمل إقامة قانونية في الولايات المتحدة، إلى سلطات المطار خضعت لاستجواب وتم تفتيشها وتكبيل يديها.
وتابعت في مقابلة عبر الهاتف مع "رويترز" "كان تفتيشاً غير مريح تحسسوا منطقة صدري وما بين فخذي... ثم تم تكبيل يدي وبدأت في البكاء"، مشيرة إلى أنه تم سريعاً إزالة القيود عن يديها والتي يبدو أن السلطات كانت تستخدمها في اقتياد الناس بين مناطق المطار.
وتم إطلاق سراح الأمين، لكنها تخشى من مغادرة البلاد مرة أخرى وتقلق على والديها في السودان اللذين كانت تأمل في أن تساعدهما في الهجرة إلى أميركا.
وفي ولاية كليفلاند، كان من المقرر أن تصل بعد غد الثلاثاء، عائلة سورية كانت تعيش في مخيم بتركيا منذ فرارها عام 2014، ولكن بدلاً من ذلك، ألغيت الرحلة.
وبعد وقت قصير من ظهر يوم السبت، اعتقل حميد خالد درويش، وهو مترجم عمل لأكثر من عشر سنين مع حكومة الولايات المتحدة في العراق، ولم يفرج عنه إلا بعد تسع عشرة ساعة من الاعتقال، بدأ درويش بالبكاء وهو يتحدث للصحافيين، وهو مكبل اليدين قائلاً" ماذا أفعل لهذا البلد؟ وقال درويش "هل تعرف كم عدد الجنود الذين أنا على اتصال بهم عن طريق هذه اليد"؟
معتقل آخر في نفس المطار، ويدعى حيدر سمير عبد الخالق الشاوي، جاء للانضمام لزوجته وابنه. وقال المحامون، إن الرجلين اعتقلا في نفس المطار.
كما شمل قرار ترامب أيضاً، العديد من الطلاب الذين يدرسون في الجامعات الأميركية الذين منعوا من العودة إلى الولايات المتحدة، وقال أحد الطلاب في "تويتر"، إنه لن يكون قادرا على الدراسة في جامعة ييل، وقد فشل طالب آخر كان يدرس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الحصول على إذن على متن طائرة، كما تم إيقاف طالب سوداني في الدراسات العليا في جامعة ستانفورد لساعات.
وعلى الصعيد الدولي، تحول الارتباك إلى ذعر، بعدما لم يتمكن المسافرون من التوجه للولايات المتحدة من دبي وإسطنبول، وتم طرد عائلة من كل رحلة على الأقل، ففي إسطنبول، أفاد أحد الركاب أمس، أن رجال الأمن دخلوا الطائرة بعد صعود الجميع، وأمروا امرأة إيرانية شابة وأسرتها بمغادرة الطائرة.
وقال مسؤولون أمنيون مساء أمس، إن 109 أشخاص كانوا بالفعل في طريقهم إلى الولايات المتحدة عندما تم التوقيع على أمر منعهم من الوصول، وتم إيقاف 173 قبل طائرات داخلية متجهة إلى أميركا.
(وكالات)