قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس، إن "قضية القدس ليست للبيع وحقوق شعبنا غير قابلة للمساومة"، مضيفاً أن "السلام لن يتحقق في المنطقة دون قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وليس في القدس الشرقية، فلا يتذاكوا علينا".
وعدّد الرئيس الفلسطيني، في كلمته خلال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، القرارات الأميركية التي قال إنها "تمادت ضد الشعب الفلسطيني"، وبينها اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع المساعدات عن منظمة (أونروا)، وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، وغيرها من القرارات.
ودعا عباس الرئيس الأميركي إلى إلغاء قراراته بشأن القدس والاستيطان واللاجئين، مشيراً إلى أن قراراته تتناقض مع الالتزامات الأميركية تجاه عملية السلام. وقال: "لم نعد نقبل بالولايات المتحدة وحدها وسيطاً لأنها منحازة لإسرائيل".
وفيما أكد عباس أن واشنطن "تنكّرت لالتزاماتها السابقة، وقوّضت حل الدولتين"، قال إن "ما يثير السخرية أن الإدارة الأميركية لا تزال تتحدّث عن "صفقة القرن"، فماذا بقي لدى الرئيس ترامب ليقدمه إلى الشعب الفلسطيني: حلول إنسانية؟ كفى مخادعة".
وتساءل عباس: "لماذا كل هذه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال، نحن نريد الحق في تقرير المصير لا أكثر ولا أقل. نحن مع المفاوضات ولم نكن ضدها يوماً، ولا نؤمن بالعنف والإرهاب".
وأوضح أن "السلام لن يتحقق في المنطقة دون قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وليس في القدس الشرقية، فلا يتذاكوا علينا".
إلى ذلك، أشار الرئيس الفلسطيني إلى أن إسرائيل أقرّت قانوناً يقود إلى إقامة دولة عنصرية، ويلغي حل الدولتين، مطالباً المجتمع الدولي والجمعية العمومية بـ"إدانة القانون ورفضه باعتباره قانوناً تمييزياً عنصرياً، لنفيه علاقة الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي، وإلغاء حقوقه الوطنية المشروعة، وروايته التاريخية، وقرارات الأمم المتحدة واتفاق أوسلو".
وشدّد على أن القانون "خطأ فادح" ويشكل "خطراً محققاً من الناحيتين السياسية والقانونية"، مضيفاً: "لم يعد بمقدورنا تحمّل الوضع القائم المتمثل بالاحتلال والفصل العنصري، ونسابق الزمن للحيلولة دون انهيار كل شيء".
وأكد أنه يتعرّض إلى مطالبة شعبية بالإقدام على اتخاذ "قرارات صعبة ومصيرية قبل نهاية هذا العام"، محذراً من أنه "إذا لم تتحركوا ويتحرك معكم المجتمع الدولي بأسره، فسوف تواجهون معنا كل التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تؤول إليها الأمور"، مشيراً إلى عزمه دعوة المجلس المركزي الفلسطيني إلى الانعقاد لدى عودته إلى رام الله، لاتخاذ قرارات "يجب تنفيذها".
إلى ذلك، جدد عباس المطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، يتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، وعلى رأسها أعضاء مجلس الأمن الدائمون والرباعية الدولية.
كذلك طالب بقبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، والتوجه إلى مجلس الأمن لتحقيق ذلك، آخذين في الاعتبار قرار الجمعية العامة رقم (19/67) لسنة 2012، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقال: "إن الشعب الفلسطيني ليس شعباً زائداً على هذه الأرض".
ولفت إلى أن إسرائيل مصممة على تدمير وحدة الضفة الغربية، بمحاولتها تدمير قرية الخان الأحمر في القدس.
وهدّد بعدم الالتزام بالاتفاقات التي سبق توقيعها، قائلاً: "على الولايات المتحدة الالتزام باتفاقياتها معنا، وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق"، مضيفاً أن "هناك اتفاقات مع إسرائيل نقضتها جميعاً، فإما أن تلتزم بها أو نخلي طرفنا منها، وعليها أن تتحمل نتائج ذلك، وليكن ما يكون".
وفي ما يتعلق بالشأن الفلسطيني، قال عباس: "اتفاقنا مع حماس التزمنا به ولن نتحمل أي مسؤولية إذا أصروا على خرقه"، مبرزاً أنه "بعد أيام ستكون آخر جولات الحوار للمصالحة الفلسطينية، وبعدها سيكون لنا شأن آخر".