تواصلت العمليات العسكرية من الجيش السوري الحر في محيط مدينة الباب مع ثبات شبه دائم وتقدم بطيء للجيش الحر في المحاور الشرقية والغربية للمدينة، مقابل تقدم سريع للنظام وانسحاب من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الجهة الجنوبيّة.
وتوقفت قوات الجيش السوري الحر المنضوية في صفوف "درع الفرات" عند أطراف بلدة بزاعة في شمال شرق المدينة، حيث يبدي تنظيم "داعش" مقاومة عنيفة في البلدة التي تعد من أهم خطوط الدفاع الأخيرة عن مدينة الباب معقل التنظيم في ريف حلب.
وأكّد قيادي ميداني في الجيش السوري الحر لـ"العربي الجديد" أنهم ما زالوا يسيطرون على مواقع في أطراف بلدة بزاعة، وأن التنظيم يبدي مقاومة ويستخدم استراتيجية المفخخات والاختباء في الكهوف والأنفاق.
وأضاف: "التنظيم ينسحب ويسلم القرى والبلدات للنظام من أجل خلق خطوط تماس بين الطرفين، يمكن أن تلهي الجيش الحر عن معركة الباب، في حين تقوم مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية بمناورة الجيش الحر من جبهات بلدة داغلباش غرب مدينة الباب".
كما توقف الجيش السوري الحر على بعد 1.5 كلم من طريق حلب الباب بعد سيطرته على قرية الشماويّة في جنوب غرب مدينة الباب، حيث يسعى لقطع الطريق أمام تقدم قوات النظام السوري.
وعلى الطرف الآخر واصلت قوات النظام السوري تقدمها في اليوم العشرين من بدء عملياتها العسكرية في منطقة ريف الباب الجنوبي، وتمكنت من السيطرة على عشرات القرى والتلال كان آخرها السيطرة على تل العويشيّة المطل ناريّا على الطريق الواصلة بين بلدة تادف ومدينة الباب.
وبحسب ناشطين من المنطقة، فإن سيطرة النظام على تلك التلة تمكنه من استهداف الطرق الواصلة بين بلدات تادف والباب وبزاعة وقباسين والقرى الواقعة على طريق منبج بالمدفعية الثقيلة، ما يعني تمكنه من فرض حصار جزئي على النظام في الباب، حيث تقع تلة الهويشية إلى الشرق بين بلدتي عران والبريج، وتفصلها عن مدينة الباب بلدة تادف وقرية بيرة الباب.
وجاءت السيطرة على التلة وفق مصادر محليّة، بعد انسحاب تنظيم "داعش" من التّلة، وتوازى ذلك التقدم مع محاولة الجيش السوري الحر قطع الطريق على النظام من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة الباب.