قوات إيرانية تسحب معتقلين من سجون "داعش" في الأنبار

24 نوفمبر 2017
الجيش العراقي بعد دخوله القائم (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

برزت قضية "المعتقلين في سجون داعش" أخيراً بصورة لافتة، بعد إعلان مصادر أمن عراقية في محافظة الأنبار غربي العراق، وزعيم قبلي بالمنطقة ذاتها، أن "ما لا يقل عن 30 معتقلاً تم العثور عليهم بسجون تنظيم داعش في مدينتي راوة والقائم غربي الأنبار. وتمّ التحفظ عليهم من قبل قوة إيرانية، كانت ترافق مليشيا كتائب حزب الله العراقية، واقتيادهم إلى جهة مجهولة". وكشف أحد أشقاء المعتقلين لـ"العربي الجديد"، أن "شقيقه شوهد داخل سيارة عسكرية كبيرة مع آخرين تم إخراجهم من مدينة القائم، برفقة عناصر من الحرس الثوري الإيراني كانت ترافق مليشيا حزب الله العراقية، وعناصر أخرى غير معروفة ترتدي ملابس عسكرية وتضع أوشحة خضراء".

في هذا السياق، أفاد مسؤول رفيع بجهاز الشرطة العراقية في الأنبار لـ"العربي الجديد"، أن "عناصر من الحرس الثوري الإيراني وصلوا إلى مدينة القائم مع اقتحام القوات العراقية لها برفقة عناصر مليشيا حزب الله العراقية، ودخلوا عدداً من مستودعات الأسلحة والمتفجرات التابعة للتنظيم. كما دخلوا سجناً كبيراً للتنظيم يتخذ من دائرة ماء ومجاري مدينة القائم مقراً له جنوب المدينة برفقة مليشيا حزب الله، واستخرجت من هناك نحو 20 معتقلاً بدت عليهم آثار تعذيب وسوء تغذية تركهم داعش خلفه بعد انسحابهم من المدينة".

وأكد المسؤول أنه "تمّ أخذ المعتقلين من قبل الإيرانيين إلى جهة مجهولة لا يُعلم عنها شيء، سوى أن أحد أفراد مليشيا حزب الله العراقية قال إنهم يرغبون بالتحقيق معهم". وبيّن أنه "لا يعلم جنسيات معتقلي داعش في حال كانوا جميعهم من العراقيين، أم على غرار سجون سابقة تم اقتحامها وعثر فيها على معتقلين من جنسية سورية". ولفت إلى أن "الأمر نفسه حدث في مدينة راوة، فتمّ اقتياد عدد من سجناء داعش الذين عثر عليهم في حي غزة جنوبي المدينة ولا يعرف مصيرهم حتى الآن". وكشف عن "تسجيل ستة بلاغات من ذوي المعتقلين يطالبون فيها بمعرفة مصير أبنائهم".

من جانبه، أفاد زعيم قبلي معروف في منطقة أعالي الفرات لـ"العربي الجديد"، بأنه "لم يشاهد عملية اقتياد السجناء الموجودين في سجون داعش، من قبل العناصر الإيرانية لكنه سمع شهادات عيان من مقاتلي العشائر يؤكدون ذلك". وأوضح الشيخ سعدون فيصل الشمري لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من مقاتل أكد له ذلك، كما أن المعتقلين الذين عُثر عليهم يجب أن يكونوا لدى الشرطة والجيش، والطرفان أكدا أكثر من مرة لذويهم، الذين يسألون عنهم، أنه لا علم لهما بمصيرهم".



بدوره، كشف أحد سكان الأنبار، جاسم المعيني، أن "شقيقه كان معتقلاً لدى داعش منذ عامين بسبب عمله السابق في مديرية الشؤون الداخلية بوزارة الداخلية العراقية، وأعلن توبته بعد احتلال داعش للقائم، إلا أنهم بعد أسابيع قاموا باعتقاله وكانت أخباره تصلنا عبر وسطاء بأنه موجود، وأموره مستقرة. وبعد تحرير القائم تلقيت اتصالا من صهري وهو ضابط بالجيش أكد لي أنه شاهد شقيقي بحالٍ طيبة وتم نقلهم إلى ملعب المدينة، إلا أنني لم أجده. وبعد تتبّع وتحرٍّ أبلغني عنصر من الحشد الشعبي، أن الحرس الثوري أخذوه للتحقيق معه مع آخرين. وهو ما أكده أيضاً أحد ضباط الجيش بالفرقة السابعة بالجيش العراقي ذهبت لأشكو له فقال لي: اذهب إلى (رئيس الوزراء حيدر) العبادي واشتكِ له، فنحن غير قادرين على فعل شيء لك، فهو عند الإيرانيين".

القيادي في مليشيا "بدر"، أحد أبرز فصائل "الحشد الشعبي"، عضو البرلمان رزاق محيبس، نفى في حديث خاص بـ"العربي الجديد" ذلك، مبيناً أن "هذا الكلام عار عن الصحة". وأضاف أن "هناك الكثير من الجهات سواء كانت داخلية أو خارجية تعمل وبقوة على تشويه سمعه الحشد الشعبي وتعكير الانتصار العظيم المتحقق. وهذه الأصوات النشاز تظهر بعد كل انتصار نحققه لذا لا صحة لمثل تلك المعلومات".

إلا أن عضواً بمجلس محافظة الأنبار، أفاد لـ"العربي الجديد"، بأن "عدد المعتقلين يبلغ العشرات، ولا نعرف الغرض من إعادة اعتقالهم من قبل العناصر الإيرانية التي ترافق مليشيات الحشد"، مرجّحاً أن "يكون رئيس الوزراء حيدر العبادي على علم بالموضوع".

وكانت القوات العراقية قد عثرت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي على سجن كبير لتنظيم "داعش" في مدينة القائم، وفيه عشرات السجناء، وفقاً لعضو مجلس مدينة القائم (الحكومة المحلية) محمد الكربولي، الذي أكد أن "هناك سجوناً أخرى يجري البحث عنها بعد اقتحام الجيش العراقي ومليشيات الحشد المدينة والسيطرة عليها بشكل كامل". كما أُعلن في 19 من الشهر الحالي العثور على سجن بحي غزة غربي مدينة راوة، فيه عدد من المحتجزين لدى "داعش"، يعاني معظمهم من سوء التغذية، حسبما أفاد المتحدث باسم عمليات الجيش بالأنبار محمد الدليمي.