أثار غياب ملك الأردن، عبد الله الثاني، عن الساحة المحلية لمدة شهر تقريباً، الكثير من السجال حول أسبابه، الأمر الذي خلق جواً ملائماً وبيئة خصبةً لانتشار بعض الشائعات وتكاثرها.
ودفعت الشائعات رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز للتأكيد أن الأخبار التي يتمّ تداولها، وما يتردد حول غياب الملك وسفره غير دقيق، وأن هذه الأخبار هي مجرد شائعات لا صحة لها تطلق من الخارج، مضيفاً أن مصدرها "معروفٌ لدينا".
وأوضح الفايز، خلال رعايته مساء السبت الماضي حوارات حول "تعزيز الذات الوطنية" في محافظة أربد شمال البلاد، أن الملك عبد الله الثاني في إجازة خاصة، اعتاد منذ فترة طويلة قضاءها، وهو في كل عام يقوم بها لمدة شهر"، مشدداً على أن كل الأحاديث التي يتمّ ترويجها حول سفره "غير صحيحة على الإطلاق"، وأن "جلالة الملك صمام أمان وأمن للوطن والشعب".
في الوقت ذاته، نشر نشطاء أردنيون تغريدات ورسائل على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" يتحدثون فيها عن عودة قريبة جداً للملك إلى عمان، بعد إجازة خاصة قضاها في الولايات المتحدة.
وكان غياب عبد الله الثاني الطويل في الولايات المتحدة قد أثار جدلاً واسعاً في الأردن خلال الأسبوعين الماضيين حول أسبابه. وطالب نشطاء الحكومة الأردنية بإصدار بيان رسمي يتضمن إبلاغ الشارع الأردني بأن العائلة الملكية في "إجازة اعتيادية" و"لا مبرر لأي تأويلات".
ويعود آخر ظهور للملك الأردني في البلاد إلى 21 يونيو الماضي، عندما استقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في قصر الحسينية، بعد أسبوع تقريباً من أداء حكومة عمر الرزاز اليمين الدستورية، وهي الحكومة التي تشكلت في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة ضدّ حكومة رئيس الوزراء السابق هاني الملقي.
وقبل أسبوعين تقريباً، ظهر الملك عبد الله ترافقه الملكة رانيا، في اجتماع مع رؤساء وممثلي عدد من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة والعالم، على هامش أعمال الملتقى الاقتصادي الذي استضافته مدينة صن فالي في ولاية أيداهو الأميركية، بحضور أبرز القيادات الاقتصادية الأميركية والدولية.
ومن الشائعات التي لاقت رواجاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول غياب الملك الأردني، قولهم إن الملك ذهب إلى الولايات المتحدة من أجل "صفقة القرن". ونشرت بكثافةٍ عبر مواقع التواصل تغريدة للباحث والإعلامي الإسرائيلي ايدي كوهين زعم فيها أن الملك الأردني سعى خلال زيارته الأميركية إلى إقناع المسؤولين هناك بتسليم ولي العهد الأردني الأمير حسين الحكم، مقابل تنازلات في ما يعرف بـ"صفقة القرن".
وكانت مرحلة غياب الملك قد ارتبطت في بدايتها مع ظهور ولي العهد الأردني الأمير الشاب الحسين بن عبد الله بشكل كثيف على الساحة المحلية، ما أثار تأويلات بأن هناك محاولة لإعطاء الأخير دوراً ومساحة أكبر في إدارة أمور البلاد.