شنّت فصائل المعارضة السورية المسلّحة، فجر اليوم الأحد، هجوماً معاكساً على مواقع قوات النظام السوري في عدّة أحياءٍ شرق العاصمة السورية دمشق، بدأت بتفجيرين استهدفا حاجز سيرونيكس وغرفة عمليات جوبر التابعين للنظام.
وقالت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، إن "انغماسيين تابعين لـ(هيئة تحرير الشام) فجّروا سيارتين مفخّختين ضربتا معاقل قوات النظام على جبهة قطاع الكهرباء في حي جوبر الدمشقي، ما أدّى إلى تصاعد سُحب دخان كبيرة غطّت شرق العاصمة"، موضحةً أن المفخّخة الأولى استهدفت غرفة عمليات النظام في حي جوبر ودمّرتها بالكامل.
وأضافت المصادر أن المفخّخة الأخرى أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من أفراد قوات النظام، والسيطرة على عدد من النقاط التي كانوا يتمركزون فيها.
وذكرت أن عدد قتلى النظام تجاوز 30 عسكرياً، النسبة الأكبر منهم سقطوا في التفجيرات الانتحارية، التي استهدفت نقاط النظام، فيما قُتل آخرون جراء الاشتباكات على محور شركة الكهرباء في حي جوبر ومعمل كراش ومحيط كراجات العباسيين.
وبيّنت المصادر أنه بعد الانفجارين اندلعت اشتباكات عنيفة في حي جوبر، وأنها ما زالت مستمرّة حتى هذه اللحظات.
وتدور الاشتباكات على ثلاثة محاور داخل العاصمة، الأولى وهي الأعنف على جبهة حاجز سيورنيكس، الذي نسفته مفخّخات "هيئة تحرير الشام"، فيما تحاول فصائل المعارضة السيطرة عليه، بغية وصل حي جوبر بحي القابون.
أما الثانية، فتدور على جبهة معمل كراش في حي القابون، والثالثة في محيط كراجات العباسيين، وسط أنباء غير مؤكّدة عن سيطرة المعارضة على نقاط في الطريق الدولي.
وسط هذه المعارك، شنَّ طيران النظام الحربي سلسلة غارات جوية عنيفة على أحياء جوبر والعباسيين، تزامناً مع قصفٍ مدفعي على جبهات القتال في حي جوبر، من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
وسقط، أيضا، عدد من قذائف الهاون على أحياء العاصمة دمشق، من دون أن تؤدي إلى خسائر بشرية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "حي جوبر تعرّض، منذ الصباح وحتى الآن، إلى 17 غارة جوية من قبل طائرات النظام الحربية، التي تحاول كبح هجوم المعارضة".
وأضافت المصادر أن قوات النظام قصفت، أيضا، حي القابون بسبعة صواريخ فيل، ما أدى إلى حدوث دمار واسع في المباني، من دون ورود أنباء عن إصابات.
وبحسب شهود عيان لـ"العربي الجديد"، فإن قوات النظام أغلقت معظم الطرق الرئيسية المؤدّية إلى ساحة العباسيين، والطرق الأخرى في مركز العاصمة، ولا سيما القصاع وساحة جورج خوري والزبلطاني وساحة التحرير.
وبهذه الاشتباكات تكون المعارضة قد فتحت جبهةً جديدةً على قوات النظام في العاصمة، بعد أن كانت تتصدّى لهجماته المستمرّة منذ أسابيع على أحياء برزة وبساتين برزة والقابون وتشرين.
ويرى مراقبون أن هذه المعارك قد تخفّف الضغط الذي يواجهه مقاتلو المعارضة المحاصرون في برزة والقابون، واللذين يحاول النظام زيادة الضغط عليهما لإجبارهما على توقيع اتفاق تهجير من الحي، على غرار ما حدث في عددٍ من المناطق السورية، وآخرها حي الوعر الحمصي.
وبدأت تبعات المعارك تظهر بشكلٍ واضح على معالم الحياة في دمشق، حيث قُطع التيار الكهربائي عن جميع الأحياء الشرقية، فيما أغلقت حواجز النظام شارع فارس خوري والشارع الواصل بين كراجات العباسيين وساحة العباسيين، إضافةً إلى إغلاق أجزاء من أوتوستراد العدوي، وطريق كلية الزراعة نحو محور مساكن برزة، فيما باتت حركة المدنيين شبه معدومة في أحياء باب توما وباب شرقي وساحة جورج خوري والعباسيين، التي شهدت ما يشبه منعاً للتجول، تزامناً مع إيقاف الدوام الرسمي في هذه الأحياء بسبب تشظّي الرصاص المتفجر.
إلى ذلك، حقّقت المعارضة السورية في جبهات القلمون الغربي في ريف دمشق تقدّماً ملموساً، بعد أن طردت تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من عدّة نقاط، بحسب ما ذكر بيان لفصائل "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" و"لواء شهداء القريتين" و"جيش مغاوير الثورة" و"جيش أحرار العشائر"، وذلك ضمن المرحلة الأولى لمعركة "سرجنا الجياد لتطهير الحماد".
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الفصائل سيطرت على سرية البحوث العلمية وحاجز سبع البيار وحاجز مكحول وسد ريشة، وأجزاء من جبل مكحول، حيث تدور هناك اشتباكات عنيفة مع التنظيم.
وفي حال سيطرة المعارضة على جبل المكحول، يكون الطريق قد فُتح أمامها للتقدّم باتجاه البادية السورية وطرد التنظيم منها.
وقالت الفصائل في بيانها إنها قتلت عدداً من عناصر التنظيم، وحرقت مقرّاتهم، وسيطرت على سيارات وأسلحة ومستودع لوجيستي كان التنظيم يستخدمه.
وكانت هذه الفصائل قد طردت "تنظيم الدولة" من تلال حاكمة على سلسلة جبال البتراء في القلمون الشرقي.