لوح الرئيس الأرميني، سيرج سركسيان، اليوم الاثنين، بالاعتراف باستقلال إقليم قره باغ، الذي تقطنه أغلبية أرمينية، في حال تصاعدت المواجهات، التي دخلت يومها الثالث، مع القوات الأذربيجانية.
وقال سركسيان، خلال لقائه مع سفراء بلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن "أرمينيا، بصفتها طرفا في اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1994، ستستمر في الوفاء بالتزاماتها لضمان أمان سكان قره باغ".
وأضاف: "إذا استمرت الأعمال العسكرية وتوسع نطاقها، ستعترف أرمينيا باستقلال قره باغ"، مشددا: "قد يؤدي استمرار تصاعد أعمال القتال إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها وتداركها، بما يصل إلى حرب واسعة النطاق".
وفي السياق ذاته، واصل طرفا النزاع ادعاءاتهما بشأن وقوع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر، إذ أعلنت "جمهورية قره باغ" غير المعترف بها عن سقوط عشرات القتلى في صفوف الجيش الأذربيجاني خلال الساعات الأخيرة، بينما تحدثت باكو عن مقتل 170 عسكرياً أرمينياً.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فقد أسفر التصعيد في قره باغ، منذ يوم السبت وحتى صباح الاثنين، عن مقتل ما لا يقل عن 30 عسكريا و3 مدنيين، وإصابة أكثر من 200 شخص بجروح من الطرفين.
ويشهد إقليم قره باغ الانفصالي، المدعوم من أرمينيا، تصعيدا يعتبر الأعنف منذ التوصل إلى اتفاق الهدنة بوساطة روسيا في عام 1994، كما تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاع أعمال العنف.
يذكر أن الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان بسبب إقليم قره باغ بدأ في عام 1988، عندما أعلن الإقليم خروجه من جمهورية أذربيجان السوفييتية الاشتراكية. وفي عام 1991، تم الإعلان عن قيام جمهورية قره باغ بشكل أحادي الجانب، ما أدى إلى وقوع نزاع مسلح استمر حتى عام 1994، وأسفر عن فقدان أذربيجان السيطرة على الإقليم.