تعهدات فلسطينية لمصر بمنع تفجير مواجهة في مسيرات الجمعة

15 يونيو 2019
شنّ طيران الاحتلال غارات على غزة فجر الجمعة(علي جادالله/الأناضول)
+ الخط -
قاد المسؤولون في جهاز المخابرات العامة المصري، اتصالات مكثفة طيلة ليلة الخميس الجمعة، في محاولة لمنع كسر التهدئة في غزة، والوقف السريع لإطلاق النار في القطاع، في أعقاب هجمات جوية نفذها سلاح الجو التابع للاحتلال على مناطق في شرق القطاع فجر الجمعة. وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن اتصالات رفيعة المستوى أجراها المسؤولون في جهاز المخابرات المعني بالملف الفلسطيني، وعلى رأسهم مدير الجهاز اللواء عباس كامل، بكافة الأطراف المعنية، وفي مقدمتهم مسؤولون إسرائيليون، وقيادة حركتي "فتح" و"حماس" في القطاع لمنع تدهور الأوضاع، وإقناع قيادتي الحركة بتفويت الفرصة على اندلاع مواجهة موسعة.

وقال مصدر مصري مطلع على تفاصيل الوساطة المصرية، إن "تقدير الموقف المصري يرى أن التصعيد المفاجئ في غزة بعد إطلاق صاروخ من القطاع على مستوطنة سديروت، وما تبعه من قصف عنيف للطيران الإسرائيلي على غزة، جزء من المشهد الأوسع الذي حدث يوم الخميس، من ضرب ناقلتي بترول في خليج عمان". وتابع المصدر: "القاهرة على مدار الساعات الماضية بذلت جهوداً مضنية لإقناع كافة الأطراف بوقف التصعيد، وعدم الاندفاع نحو مواجهة عسكرية شاملة لن تكون في صالح أي من أطراف الأزمة".
وقال المصدر إن وفداً مصرياً رفيع المستوى بقيادة اللواء أيمن بديع سيتوجه خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تل أبيب، وقطاع غزة، لمواصلة مشاورات تثبيت الهدنة، وإقناع الجانب الإسرائيلي بالشروع في خطوات جدية لتنفيذ التفاهمات المتفق عليها، بين الطرفين ضمن الوساطة المصرية.

من جهتها، قالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد" إن مصر تحمّل أطرافاً في قطاع غزة، لم تسمّها، المسؤولية وراء التصعيد الأخير، لـ"خدمة أهداف أطراف إقليمية"، على حد تعبير المصادر، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هناك حالة من السيولة في القطاع يصعب معها التحكم بنسبة مائة بالمائة في المشهد. وقالت المصادر، إن "القاهرة حصلت على تعهدات من قيادات الفصائل الفلسطينية بعدم تعقيد المشهد بتصعيد غير مدروس، خلال مسيرات العودة الجمعة".


يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" نافذ عزام، أن هناك محاولات لا تخدم الصالح الوطني العام، وتهدف لتخريب الجهود الهادفة لكسر الحصار عن غزة. وأضاف عزام، أن أيّ أفعال تتعارض مع المسعى الخاص بكسر الحصار لا تحظى بغطاء من القوى والفصائل والمقاومة، مؤكداً أن الاحتلال يسعى لخلق ذرائع ومبررات للتفلُّت والتنصل من المسؤولية عن معاناة الناس، ومن الواجب قطع الطريق على هذه المحاولات.

في موازاة ذلك، التقى المنسق العام لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، أمس الجمعة، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في قطاع غزة. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر فلسطيني مطلع، أن اللقاء بحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينية وتفاهمات التهدئة مع إسرائيل. وذكر المصدر، أن الاجتماع بحث إلزام إسرائيل بتفاهمات التهدئة بوساطة مصر والأمم المتحدة وقطر، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من رفع للحصار عن القطاع.

وكان الطيران الإسرائيلي قد شنّ عدة غارات فجر أمس، مستهدفاً مواقع للمقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة من قطاع غزة. واستهدفت أولى الغارات موقع تونس شرقي مدينة غزة بأربعة صواريخ، وفق شهود عيان. وإلى الغرب من مدينة خان يونس، جنوب القطاع، استهدفت طائرات حربية الميناء الجديد في المدينة بصاروخين، بعد استهدافها بصاروخين من طائرة استطلاع. وسقط صاروخ أطلقه فلسطينيون بشكل مباشر على أحد المنازل في مستوطنة سديروت إلى الشمال من القطاع، وفق مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام إسرائيلية.