تقدير إسرائيلي: تدني فرص نشوء حكم مركزي في سورية

03 ابريل 2019
أصبحت سورية ساحة نفوذ لقوى إقليمية ودولية (فرانس برس)
+ الخط -
قدّر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أنه على الرغم من نجاح نظام بشار الأسد في سورية في السيطرة على حوالي 60% من مساحة سورية، بعد سنوات الحرب الداخلية الطويلة، إلا أن فرص تمكنه من استعادة الاستقرار وبناء الدولة من جديد متدنية بشكل كبير.

وفي تقدير موقف أعدته الباحثة كرميت فلنسي، ونشره الموقع أمس، أشار المركز، الذي يعد أهم مراكز التفكير في إسرائيل، إلى أن سورية في العام 2019 باتت دولة تقع تحت هيمنة العديد من مراكز النفوذ الخارجية، التي تتنافس على مواطن السيطرة والتأثير بشكل متواصل.

وأشار التقرير إلى أنه إلى جانب "الإطار السلطوي الرسمي"، الذي يمثله نظام الأسد، فإن قوى خارجية تعلب دورًا مركزيًا في التأثير على مجريات الأمور في سورية، وهي: روسيا، إسرائيل، إيران، تركيا، إلى جانب المنظمات المسلحة التي تنتمي للمعارضة والمليشيات الشيعية التي تعمل تحت إمرة إيران هناك، إلى جانب المليشيات الكردية.

وحسب التقدير، فإن وجود هذا العدد الكبير من القوى الخارجية، ذات المصالح المتعارضة، يقلص فرص نشوء نظام حكم مركزي فعال وشرعي في سورية، مشيرًا إلى أن ما يفاقم الأوضاع سوءًا حقيقة أن الحرب الأهلية أسفرت عن أضرار اقتصادية هائلة تقدر بـ200 إلى 400 مليار دولار.


وأشار إلى أن عدم عودة اللاجئين، الذين ينتمي جزء منهم إلى الطبقة الوسطى والطبقة العليا في المجتمع السوري، سيجعل من الصعوبة بمكان تأمين القوى البشرية المؤهلة لإدارة قطاع الخدمات المختلفة في الدولة السورية.

وحسب التقدير، فإن الفساد ومحاباة الأقارب الذي كان سائدًا قبل تفجر الحرب الأهلية تعاظم الآن، بحيث أنه سيرافق أي محاولة لإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية.

وأوضح التقدير أن ما يفاقم الأمور تعقيدًا حقيقة أن التوترات الطائفية تعاظمت بعد مرور سنوات الصراع الدامية تلك.

وحسب التقدير، فإن قدرة إسرائيل على تأمين مصالحها في سورية تتوقف على مناوراتها بين القوى ذات التأثير داخل البلاد، من خلال التشبث بخارطة مصالحها الاستراتيجية، التي تتمثل بشكل أساس في منع إيران من التمركز عسكريًا هناك.


وعلى الرغم من أن المركز يشير إلى أن إسرائيل تعمد حاليًا إلى استخدام الضربات الجوية ضد مراكز الوجود الإيراني العسكري في سورية بهدف دفع طهران إلى مغادرة هذه الدولة، إلا أنه يوصي بأن يتم توظيف الجهد الحربي الإسرائيلي في القيام بتحركات دبلوماسية تهدف إلى بلورة مسار سياسي يفضي في النهاية إلى إخراج القوات الأجنبية من سورية، وعلى رأسها إيران.

وشدد التقدير على أنه في ظل الظروف السائدة حاليًا، فإن روسيا وحدها القادرة على الإقدام على خطوات تضمن استقرار الأوضاع في سورية بشكل فعال، مشيرًا إلى أن هذا ما يجعل تل أبيب ترى في تدخل موسكو في سورية ليس فقط ضمانة مركزية لبقاء نظام الأسد، بل إنه يمثل بشكل أساس عاملًا مهمًا وحيويًا لتأمين المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.

ولفت إلى أن بروز تنظيم "داعش" الإرهابي لعب دورًا حاسمًا في توفير الظروف التي سمحت في النهاية بتأمين بقاء نظام الأسد ومكنته من استعادة معظم الأراضي السورية، مشيرا إلى أن هذا التحول منح روسيا وإيران الحجة للتدخل بشكل مكثف لإنقاذ النظام من السقوط. مضيفا أن ظهور "داعش" حرف الأنظار عن طابع نظام الأسد الوحشي، وهو الطابع الذي دفع لانطلاق الثورة السورية ضده.

وأوضح أنه بحجة مواجهة "داعش"، عمدت كل من روسيا وإيران إلى تقديم دعم مكثف لنظام الأسد، وهو ما أفضى في النهاية إلى إنقاذه ونجاته من السقوط.