اليمن: تحشيد عسكري ومواجهات ميدانية

تشهد اليمن معارك محتدمة بين قوات الشرعية مدعومة بالمقاومة الشعبية من جهة وبين مليشيات جماعة أنصار الله (الحوثيون)، والقوات المتحالفة معها الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح من جهة ثانية، وذلك في جبهات محافظة الجوف، وجبهة هيلان وصرواح في محافظة مأرب شمالي شرق اليمن. كما تدور معارك عنيفة في محافظة تعز جنوبي اليمن. وتظل جبهة مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء هي المعركة ذات البعد الاستراتيجي لطرفي الحرب.

وبحسب خبراء عسكريين، فإن مليشيات أنصار الله (الحوثيين) والقوّات المتحالفة معها، تدرك أن أي خسارة لها في سلسلة جبال مديرية نهم الواقعة على بعد 40 كيلو متراً شرقي صنعاء، يمثل سقوط العاصمة برمتها.

وأوضحت مصادر ميدانية أن قوات الشرعية دفعت خلال الأيام القليلة الماضية بتعزيزات عسكرية ضخمة نحو جبهات متعددة في مديرية نهم، ومن بين تلك التعزيزات أكثر من 30 دبابة. كما أن قوات الشرعية تعمل منذ أيام على شق طرقات جبلية تمهيداً للتمركز في عدة جبال في مناطق فرضة نهم.

في المقابل، قالت مصادر في جماعة أنصار الله، (الحوثيين)، أنهم عززوا مواقعهم في مديرية نهم بأكثر من 30 قاذفة صواريخ من نوع "أروغان". كما عززت الجماعة مواقعها في جبال المجاوحة بـ 400 مقاتل بحسب ذات المصادر.

وفيما أصبحت قوات الشرعية المسنودة بمقاومة شعبية تعسكر على مشارف العاصمة صنعاء (مديرية نهم) تمهيدا لاستعادة العاصمة إلى أحضان الشرعية، قامت مليشيات وقوات الانقلاب بتحشيد مضاد في جبهات محافظة تعز اليمنية أيضاً. وبحسب مصادر عسكرية، وشهود عيان، وصل خلال الثلاثة الأيام الماضية إلى منطقة الحوبان شرقي محافظة تعز، 40 طقماً عسكرياً محملة بعشرات المسلّحين التابعين للانقلابيين، قادمة من العاصمة صنعاء. كما تواصل المليشيات الانقلابية تحشيد قواتها من سواحل المخا غربي تعز نحو مواقعها المحيطة بموقع معسكر اللواء 35 مدرع الواقع عند البوابة الغربية للمدينة.

وتدور بين قوات الشرعية ومليشيات الانقلابيين، مواجهات عنيفة وقاسية دخلت الإثنين، يومها السابع في جبهات غرب المدينة. وأوضح مصدر عسكري لـ "العربي الجديد" أن مليشيات وقوات الحوثي والمخلوع تحاول اجتياح موقع معسكر اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية في منطقة المطار القديم غرب المدينة كل ليلة منذ أسبوع.

وقال: "هاجمت المليشيات اللواء من جميع الجهات موقع"، مؤكدا "أن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية تستميت في الدفاع عنه والحيلولة دون سقوطه، مسنودين بمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية".

وأشار إلى أن أهمية معسكر اللواء 35 مدرع بتعز تكمن بكونه يمثل البوابة الغربية للمدينة، وأن سقوطه سيمهّد لسقوط كامل المدينة بأيدي الانقلابيين.

ويتزامن ذلك مع معارك عنيفة بين الطرفين في جبهة القبيطة وحيفان والشماتيين في أرياف تعز الجنوبية. وتسعى قوات الشرعية والمقاومة الشعبية هناك إلى استعادة جبل جالس في القبيطة، المطلّ على قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج جنوب اليمن.

وتشهد مديرية حيفان جنوبي تعز، معارك عنيفة بين قوات الشرعية والانقلابيين، وبحسب مصدر عسكري هناك فإن مليشيات وقوات الانقلاب حاولت السيطرة على مواقع عسكرية للقوات الشرعية، في مديرية حيفان، جنوب تعز.

وأوضح المصدر أن "مليشيات وقوات الحوثي والمخلوع شنّت هجوماً عنيفاً على موقع المقاومة، استخدمت فيه المدفعية الثقيلة، وصواريخ الكاتيوشا، وتركز القصف على موقع ظبي العسكري، وتلال محيطة في حيفان جنوباً".

وأشار المصدر إلى أن المعارك ما تزال مستمرة، وذكر أن الحوثيين يسعون للتقدّم نحو مواقع مطلّة على الطريق الرئيسي الذي يربط مديرية حيفان بمدينة عدن (جنوباً)، والذي يعد طريق إمداد المقاومة في مديرية حيفان بالكامل.

وبحسب ذات المصدر، فإن مقاتلات التحالف قصفت مواقع في جبل الهتاري في حيفان ودمرت آليات عسكرية تابعة للحوثيين.

وفي نفس السياق، تدور معارك عنيفة بين الطرفين في جبهة راسن جنوبي تعز. وطبقا لمصدر ميداني، فإن المليشيات الانقلابية شنّت قصفاً عنيفاً على مواقع قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في جبهة راسن، وهي منطقة مشتركة بين مديرية الوازعية والشماتيين جنوباً. وبجسب المصادر فإن 3 عناصر المقاومة قتلوا فيما أصيب 5 أخرون بجروح مختلفة.

وتستهدف مليشيات الانقلاب المناطق المتاخمة لمديرية الوازعية، خصوصا جبل ضعيف المطل على خط عدن تعز من الجهة الجنوبية وتسيطر عليه قوات الشرعية والمقاومة الشعبية.