قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، إنّ بلاده تجري "حواراً مكثفاً" مع تركيا بشأن سورية، في وقت أكدت فيه وزارة الدفاع "البنتاغون"، أنّ أنقرة حليف استراتيجي في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ونفت نقل مستودعات ذخيرة من قاعدة "إنجيرليك".
وقال فوتيل، في منتدى بعنوان "استقرار العراق وسورية عقب داعش"، في واشنطن، ردّاً على سؤال حول الخلاف بين بلاده وأنقرة، بشأن الأولويات في سورية، وعلى رأسها مدينة منبج، أكد فوتيل أنّ قنوات الاتصال بين الجانبين "جيدة ومفتوحة".
وتابع، بحسب ما أوردت "الأناضول"، "نحن في حوار مكثف مع تركيا بهذا الخصوص، والشيء المهم الذي تعلّمناه في سورية هو ضرورة وجود آليات للحديث مع الناس، بسبب وجود لاعبين كثر في المنطقة".
وتطالب تركيا، الولايات المتحدة، بإخراج مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، من مدينة منبج، وتسليم المنطقة إلى أصحابها، بعدما سيطرت عليها في أغسطس/آب 2016، بدعم أميركي، في إطار الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتعتبر تركيا المكوّن العربي في "قوات سورية الديمقراطية"، واجهة تهدف إلى إعطاء شرعية لمليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية التي ترى فيها امتداداً في سورية، لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنّف "منظمة إرهابية" من قبل أنقرة.
وأشار الجنرال الأميركي، إلى استعادة 90% من الأراضي التي كان تنظيم داعش الإرهابي يسيطر عليها في سورية، موضحاً في الوقت عينه أنّ "التنظيم الإرهابي لا يزال ينشط في مساحة صغيرة، وينبغي علينا الاستمرار في العمليات بهذه المساحات".
"غصن الزيتون"
كما تطرّق فوتيل، إلى عملية "غصن الزيتون" التي شنها الجيش التركي و"الجيش السوري الحر"، في مدينة عفرين شمالي سورية، ضد المليشيات الكردية، معتبراً أنّها "أثّرت على عمليات التحالف ضد داعش بالشمال السوري".
وتابع قائلاً إنّ "هذه العملية (غصن الزيتون) كان لها تأثيرها في المنطقة، فشريكنا الرئيس اضطر للرد على ذلك بأساليبه هو، ما أدى لانخفاض وتيرة عملياتنا ضد داعش".
وأضاف "وماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟ يؤكد لنا ضرورة اللجوء لطرق الضغط على داعش، والاستمرار في تعزيز الآليات التي تخفض من التوتر في المنطقة".
وأطلقت تركيا و"الجيش السوري الحر"، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية "غصن الزيتون" العسكرية، ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في شمال سورية، وطردتها، في 19 مارس/آذار، من معقلها في مدينة عفرين.
من جانبه تطرّق بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة "داعش"، في المؤتمر ذاته، إلى التوتر القائم بين واشنطن وأنقرة، بشأن وجود مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في منبج، موضحاً أنّ "ثمة مساعي دبلوماسية تجري من أجل إنهاء التوتر"، هناك.
البنتاغون: تركيا ما زالت حليفاً
إلى ذلك، قال جوني مايكل المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنّ "تركيا ما زالت حليفاً مقرّباً لنا بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولا تزال قاعدتها الجوية في إنجيرليك (جنوبي تركيا) تلعب دوراً هاماً للحلف".
جاء ذلك في ردّ من المسؤول العسكري الأميركي، الثلاثاء، على سؤال حول ما نشر من تقارير أفادت بأنّ "الولايات المتحدة تتجه لنقل مستودعات الذخيرة الخاصة بها في قاعدة إنجيرليك، إلى دولة أخرى".
وشدد مايكل، بحسب ما نقلت "الأناضول"، على "أهمية قاعدة إنجيرليك لتحالف محاربة تنظيم داعش الإرهابي"، نافياً في الوقت ذاته صحة الأخبار بشأن القاعدة.
وأكد أنّ "تلك الأخبار تهدف لزيادة عدم الثقة بيننا (أنقرة وواشنطن)، ووضع بذور الفرقة في وقت يتعين علينا فيه أن نهتم بمصالحنا المشتركة".