تتجه الأزمة السياسية التي تفجّرت عقب تسريبات وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، التي وصف فيها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بـ"البلطجي"، إلى الانفراج، بعد الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، مساء اليوم، إلى قصر بعبدا، حيث التقى الرئيس اللبناني ميشال عون، وأجرى من هناك اتصالاً ببري، لينقل الهاتف إلى عون.
وخلال الاتصال، اتفق عون وبري على عقد لقاء، الثلاثاء المُقبل، لدرس الخطوات اللازمة لمواجهة التهديدات الإسرائييلة وبحث الأوضاع العامة في البلاد، وذلك بالتزامن مع ذكرى "انتفاضة 6 شباط" التي واجهت فيها "حركة أمل" الجيش اللبناني، بعد محاولة الرئيس اللبناني حينها أمين الجميل، استئناف تمرير اتفاق 17 مايو/ أيار مع إسرائيل، وهو ما رفضته "أمل".
وقد أكد عون أن "الظروف الراهنة والتحديات تتطلب طي صفحة ما جرى أخيراً، والعمل يداً واحدة لمصلحة لبنان"، وقابل بري حديث عون بالتعبير عن تقديره مبادرة الرئيس.
من جهته، ذكر المكتب الإعلامي لبري أنه تم الاتفاق خلال الاتصال على وقف الحملات الإعلامية.
وقد تدرجت ردود الفعل من "حركة أمل" على تسريبات باسيل من رفض "الأسف" الذي أبداه بعد انتشار التسجيلات، إلى مطالبته بالاعتذار، ثم مطالبته بالاستقالة.
وبعد أن حيّد بري الحكومة والانتخابات النيابية المقررة في مايو/أيار المقبل عن خلافه مع باسيل، اختار التعامل بسلبية مع البيان الذي أصدره رئيس الجمهورية، الثلاثاء، واعتبر فيه أن ما حدث هو "خطأ بني على خطأ".
وفي وقت سابق اليوم، دعت "حركة أمل" أنصارها للتوقف عن تنظيم أي فعاليات تضامنية مع رئيسها نبيه بري، غير أن أنصارها نفذوا اعتصاماً أمام حرم الجامعة اللبنانية في الحدث.
وأكّدت الحركة في بيان أصدرته، اليوم الخميس، أن "بعض التحركات العفوية وغير المنظمة من مسيرات سيارة وغيرها قد أدت إلى بعض الإشكالات التي لا تعكس صورة وموقف الحركة".
واعتبرت "أمل"، في بيانها، أنّه "يجب قطع الطريق على من يريد حرف النظر عن الموضوع الأساسي وضرب علاقات اللبنانيين مع بعضهم بعضاً".