وأشار قاسمي إلى سياسات بلاده الخارجية إزاء الدول الخليجية الجارة، واصفاً إياها بـ"الواضحة والشفافة"، فأكّد أنه "بحال تهيئة الظروف الملائمة، لن تتردّد إيران في تحويل هذه السياسات لسيناريوهات عملية"، في إشارة منه لعدم إصرارها على استمرار التوتر على عكس المملكة، وهو ما يؤكد عليه الساسة بين الحين والآخر، لتكمل طهران الحجة أمام الآخرين.
قبل قاسمي، خرج تعليق مقتضب على لسان سفير إيران في بريطانيا، حميد بعيدي نجاد، وهو الوحيد الذي يمكن تصنيفه كموقف شبه رسمي، فكتب هذا الأخير في تغريدة على "تويتر" أنّ "المملكة العربية السعودية ترتكب جرائمها وتُسكت صوت منتقديها في وضح النهار وخارج أراضيها"، متسائلاً عمّا إذا كان الغرب "جاهزا الآن للتخلي عن سياساته مزدوجة المعايير".
وبعيداً عن المنابر الرسمية، لاقت قضية خاشقجي اهتماماً صحافياً وإعلاميا إيرانياً واسعاً، فالأمر متعلّق بالسعودية التي تقف لها صحافة طهران بالمرصاد غالباً، واعتبرت وسائلها في غالبيتها أنّ ما حصل لخاشقجي جريمة محيّرة، ولوحظ تركيزها بشكل خاص على المأزق السعودي، أكثر من حديثها عن سيناريوهات مصير الصحافي الذي لم تخف أيضاً أنه كان في السابق مقرباً من مراكز صنع القرار السعودي وأصبح منتقداً لها فيما بعد.
تقف طهران سياسياً ورسمياً وإعلامياً كالمتفرّج على ما يحصل، وهو ما قد يصب لصالحها في النتيجة. فتركيز بعض صحفها على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مما حصل، وحديثه المتكرّر عن أموال المملكة بالتزامن مع توعّده بأقسى العقوبات إن ثبت تورط الرياض بجريمة خاشقجي، إلى جانب رصدها لمواقف الغرب المنتقدة للسعودية، يعني أنّها تنظر لتغيّر اتجاه بوصلة الاهتمام، وتترقّب تقلّب الزمان.