ولفت أبو الفتوح إلى أنّ التهديد الأكبر لوالده هو وضعه في حبس انفرادي، فذلك يمثّل خطراً داهماً على حياته في حال تعرّض لأزمة قلبية أو ذبحة صدرية، في ظلّ عدم وجود أي شخص آخر معه في زنزانته. وتابع أنّ والده يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وكذلك ارتفاع السكر في الدم، بالإضافة إلى معاناته من آلام حادة في الظهر، بسبب إصابته بـ"الديسك"، وهو ما يستلزم رعاية صحية خاصة، في وقت لا يحصل فيه رئيس حزب "مصر القوية" على الأدوية بشكل منتظم، نظراً لمنع دخولها في أحيان كثيرة.
وكان عبد المنعم أبو الفتوح قد انتقد النظام المصري، خلال جولة له بالخارج، عبر مجموعة من اللقاءات التلفزيونية مع فضائيتي "الجزيرة" و"بي بي سي" مطلع مايو/أيار 2018، قال خلالها إنّ النظام المصري عصف برئيس منتخب واختطفه ووضعه في السجن، في إشارة إلى الرئيس الراحل محمد مرسي. وأضاف وقتها، أنّ السيسي يحكم مصر بمنطق "يا أحكمكم يا أقتلكم". وأكد أبو الفتوح أنه ممنوع من التحدث إلى وسائل الإعلام المصرية بأوامر من النظام، قبل أن ينتقل للهجوم على الأخير بسبب تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، واصفاً أداء السيسي بـ"سيئ وفاشل، لا يليق بمصر".
وفور عودته إلى مصر في منتصف مايو 2018، دهمت قوة أمنية منزله في منطقة التجمع الخامس في القاهرة الجديدة، وألقت القبض عليه، قبل أن تعلن وزارة الداخلية في بيان لها أن القبض على المرشح الرئاسي الحاصل على 4 ملايين صوت في انتخابات الرئاسة عام 2012، جاء نتيجة اتهامات موجهة له بالتخطيط لحشد المواطنين بالميادين وصناعة وتضخيم الأزمات، والسعي لتأزيم الاقتصاد المصري وإسقاط الشرعية السياسية والقانونية للدولة وعرقلة أهدافها". كما اتهمته وزارة الداخلية بعقد لقاءات مع قيادات بجماعة "الإخوان المسلمين" في العاصمة البريطانية لندن، خلال تواجده خارج مصر.