توقفت الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر الثلاثاء، ولم ينته إحصاء الإصابات والخسائر المادية التي نتجت بعد 4 أيام من القتال بين مجموعة بلال بدر الإسلامية، ومقاتلي القيادي المفصول من "حركة فتح"، محمود عيسى، والمعروف بـ"اللينو".
وأفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" عن إصابة إمرأة حامل، نتيجة الاشتباكات لترتفع حصيلة اليوم الى قتيل و3 جرحى مدنيين. إضافة إلى إحتراق عدد من المحال التجارية والشقق السكنية ومستوصف تابع لـ""وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا).
وسُجل انتشار مقاتلين من الفصائل الإسلامية والوطنية في المخيم، بُعيد الإجتماع الذي عقدته قيادات الفصائل في مقر السفارة الفلسطينية بالعاصمة بيروت بحضور السفير أشرف دبور.
وأوضح بيان للمجتمعين أنهم "توصلوا الى الدعوة لوقف إطلاق النار فوراً في المخيم وتشكيل لجنة مشتركة بصلاحيات كاملة لتثبيت وقف إطلاق النار، وإلزام كافة الأطراف المعنية بهذا القرار، على أن تباشر عملها فوراً".
ودان المجتمعون "الأحداث المؤسفة" التي شهدها المخيم، مؤكدين "التمسك بالعمل الوطني الفلسطيني المشترك لحفظ امن المخيمات والجوار اللبناني، وتعزيز التعاون مع الدولة اللبنانية على كافة المستويات السياسية والأمنية". وجدد المُجتمعون الموقف المبدئي "من منع تحول المخيمات إلى مقراً او مستقراً لأي فرد أو مجموعة تريد العبث بالأمن اللبناني والفلسطيني".
ولا تزال الخشية قائمة في مدينة صيدا من عودة الاشتباكات التي بلغت أوجها قبيل إعلان وقف إطلاق النار، وتخللها إطلاق عشرات القذائف الصاروخية داخل المخيم، واقتحام 3 مدارس تابعة لـ"أونروا". وأعلن اللقاء التشاوري في صيدا (يضم شخصيات سياسية ودينية ومدنية) عن الإضراب العام يوم الأربعاء في صيدا لـ"الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وتأكيدا على دعم القضية الفلسطينية ورفضا للاقتتال الداخلي".
كما نظم ناشطون فلسطينيون اعتصاما مفتوحا في المدينة استنكارا للاشتباكات، وطالبوا جميع الفصائل بـ"تحمل المسؤولية والعمل لوقف إطلاق النار على الفور وسحب المظاهر المسلحة من شوارع المخيم، والتوصل إلى معالجة دائمة للأحداث الأمنية المتكررة".
وكانت حدة الاشتباكات الأخيرة في عين الحلوة، دفعت الفصائل الفلسطينية، إلى بحث ترتيبات أمنية جديدة، في ضوء "تمادي المُشتبكين في ضرب الأمن داخل المخيم"، كما يقول مصدر فلسطيني لـ"العربي الجديد".
وتصاعدت أعمدة الدخان من مخيم عين الحلوة مع تصاعد حدة الاشتباكات، وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لحرائق نتجت عن انفجار قذائف صاروخية داخل المخيم.
وقد عمدت القوى الأمنية والعسكرية في مدينة صيدا إلى قطع الطريق الأساسي في المدينة بسبب قربها من الاشتباكات، مع إغلاق كافة مداخل المخيم، واستقدام تعزيزات كبيرة من الجيش.
وأعلنت "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) عن اقتحام مسلحين لثلاث من المدارس التابعة لها في مخيم عين الحلوة خلال الاشتباكات، اليوم. ودعا الناطق باسم الوكالة الدولية سامي مشعشع، الأطراف المعنية إلى "حماية لاجئي فلسطين من الأذى بما يتماشى مع المعايير مرعية الإجراء في إطار القانون الدولي".
وأكد مشعشع "إصابة مدنيين وتضرر عدد من المساكن في المخيم بسبب الاشتباكات، كما وردت أنباء عن أضرار طفيفة لحقت بإحدى منشآت الأونروا".
وعلى وقع مقتل طفل فلسطيني قنصاً وسقوط ثلاثة جرحى مدنيين على الأقل، تداعت الفصائل الفلسطينية، ظهر الثلاثاء، لعقد اجتماع طارئ في مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة بيروت لبحث سبل وقف إطلاق النار.
وأكد نائب ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، أحمد عبد الهادي، أن الاجتماع سيبحث تشكيل قوة أمنية جديدة تضبط الأمن في المخيم. وتوقّع، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن يُسفر الاجتماع عن تحقيق وقف ثابت لإطلاق النار، بعد أن تقطّعت الاشتباكات طوال نهاية الأسبوع الماضي وحتى مطلع الأسبوع الحالي، وأن يتم الإعلان عن تشكيل القوة الأمنية الجديدة سريعاً.
وأعلن مكتب وزير التربية، مروان حمادة، في بيان، عن وقف الدروس في عدد من المعاهد المهنية والتقنية والمدارس في مدينة صيدا وإخلائها من الطلاب، حيث يتوجب ذلك من دون تعريضهم لأي مخاطر نتيجة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة.
وتشير مصادر متابعة لحركة بلال بدر في المخيم إلى أن "الاشتباك الأخير لم يحظ لا بغطاء ولا بتأييد من أي من الفصائل الإسلامية الباقية في المخيم"، وأن "مسلحي بدر هم وحدهم من يخوض الاشتباكات". مع الإشارة إلى أن القوى الأمنية اللبنانية تقدّر عدد المسلحين الموالين لبلال بدر بحوالي 50. ويلعب أمير "الحركة الإسلامية المجاهدة"، الشيخ جمال خطاب، دور الوسيط بين بدر والفصائل التي تتولى بدورها التواصل مع "اللينو".
وفي وقت لاحق، أعلنت القوى الإسلامية والفصائل الوطنية التي شاركت في اجتماع مع السفير الفلسطيني أشرف دبور عن وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وانتشار قوة أمنية مشتركة في أحياء الاشتباكات لإعادة بسط الأمن.
وقد تزامنت جولة الاشتباكات مع زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى لبنان، ومع استقالة ضباط وعناصر "حركة فتح" من "القوة الأمنية المشتركة" المسؤولة عن ضبط الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومنها مخيم عين الحلوة.