ولفت العبدة، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الائتلاف في مدينة إسطنبول التركية، إلى أنه و"بوحشية قل نظيرها، يواصل النظام المجرم وحلفاؤه حملتهم على داريا وحلب، وكافة المدن والبلدات السورية، مستهدفاً السوري الحر الذي خرج ثائراً سلمياً في 2011، ومازال يدافع عن قيمه وحريته بالوسائل المتاحة".
وأكد أنه "من العار على عالم في قرنه الحادي والعشرين أن يشاهد مدينة تمتد جذورها لأكثر من 8000 سنة وهي تدمر على رؤوس ساكنيها بأكثر من 200 غارة يومياً، وبالبراميل المتفجرة، ولا يحرك ساكناً".
وتساءل العبدة: "كيف يترك أهل داريا بصمودهم وبسالتهم ورمزيتهم في سلمية الثورة منذ بواكيرها نهبا للحصار والجوع لسنوات ولا يهب العالم لأجلهم، خاصة أن النظام لا يسمح بدخول الغذاء أو الدواء للمحاصرين الجوعى"؟
وأضاف المتحدث ذاته أن "حلب تدمر بوحشية، وداريا تحاصر ويُجوع أهلها، وهما نموذجان صارخان لكل مدينة سورية يُقتل أبناؤها، ويُدمر عمرانها"، مستنكرا: "أين هي قرارات مجلس الأمن، ومنها القرار 2254 الذي يتحدث عن وقف فوري للقتل، وفك الحصار وإدخال المساعدات، والإفراج عن كافة المعتقلين والأسرى؟ وأين تحركات أصدقاء الشعب السوري؟ وماذا فعلوا ليوقفوا آلة الموت والتدمير"؟
وأشار، خلال المؤتمر، إلى أنه "لم يعد مقبولاً من شقيق أو صديق الصمت، أو الاكتفاء بالمواساة"، وقال مخابطاً "العالم أحراره ومسؤوليه" بأن "لا تمتحنوا صبر السوري أكثر من ذلك، ولا تختبروا صموده"، مطالباً مجلس الأمن الدولي بضرورة "عقد جلسة طارئة لدراسة قراراته حول سورية، ولماذا لم تطبق؟ ومن رفضها؟ (..) ومن يعرقل قيام هيئة حكم انتقالي بدون بشار الأسد وزمرته"؟
كما توجه إلى الجامعة العربية، مطالباً إياها بالمبادرة إلى "عقد اجتماع لمجلسها الوزاري لتدين الاحتلال الإيراني والروسي لسورية، وانتهاك سيادتها، والمطالبة بخروج كافة المليشيات الإرهابية الطائفية" منها.
كما عبر العبدة عن استياء الائتلاف من فرض "حظر على السلاح النوعي عن "الجيش السوري الحر" وفصائله المقاتلة، وخاصة المضاد للطيران، في الوقت الذي يسقط 90 في المائة من الشهداء يومياً بالبراميل المتفجرة والقصف الجوي"، قائلاً إن "تلكؤ المجتمع الدولي، ومعه الإدارة الأميركية في التدخل الفاعل لوقف جرائم النظام وحلفائه، لم يوفر بيئة مناسبة لنجاح مفاوضات جنيف، وجعل الحل السياسي بعيد المنال، رغم أنه مطلب السوريين وثورتهم السلمية منذ البداية".
وخلال المؤتمر الصحفي، تحدث الناطق الرسمي باسم "المجلس المحلي لمدينة داريا"، فادي محمد، عبر "سكايب" للصحفيين الحاضرين، عن الوضع الإنساني المتردي في داريا، فيما كانت تسمع خلال حديثه أصوات القصف بالبراميل على المدينة الواقعة بريف دمشق الغربي.
وأبدى المتحدث استغرابه من "تعامل الأمم المتحدة المثير للاستفهام" مع الوضع المتدهور في داريا، مطالباً بتفعيل القرارات الدولية حول الهدنة التي كان أقرها مجلس الأمن في السابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي.
وتحدث بعد ذلك "ممثل الحراك العسكري" عن حلب، أسامة تلجو، والذي حذر من الوضع الإنساني بالغ الصعوبة،لنحو "ثلاثمائة ألف مدني في حلب الشرقية"، قائلاً إن ثلثيهم من الأطفال والنساء، ومضيفاً أن "النظام لم يوقف خروقاته في حلب، فهو يعلن الهدنة ومباشرة يبدأ بالهجوم" الذي استعمل فيه في الفترة الأخيرة "السلاح العنقودي، وكذلك السلاح والقذائف الفوسفورية".
وأضاف تلجو أن "وقف الأعمال العدائية كان بمثابة رخصة بزيادة الأعمال العدائية"، مشددا: "نريد من أصدقاء الشعب السوري أن يتعاملوا معنا كأصدقاء، فأصدقاء المجرم يقدمون أكثر من أصدقاء الشعب السوري".