مصادر لـ"العربي الجديد": توغلٌ جديد للجيش التركي شمال العراق

03 يونيو 2018
نفت بغداد موافقتها على الخطوة التركية (إمراح أوبروكسو/Getty)
+ الخط -
كشف مسؤولون محليون وشهود عيان في إقليم كردستان العراق، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، عن توغلٍ جديد  للجيش التركي في الشمال العراقي، ضمن حدود قضاء سوران التابع لمحافظة أربيل المحاذية للحدود التركية، مؤكدين قيام القوات التركية بنصب ثكنات عسكرية جديدة واستقدام آليات ثقيلة ودبابات، تحت ذريعة ملاحقة "حزب العمال الكردستاني".

وتوجد منذ سنوات قوات تركية داخل مناطق عدة من شمال العراق، أبرزها بعشيقة على بعد 80 كيلومترا شمال الموصل عاصمة محافظة نينوى، فضلاً عن قرى حدودية عراقية تابعة لمحافظة أربيل ودهوك بإقليم كردستان العراق.

ويقول المسؤولون الأتراك إن تواجدهم داخل العراق هو للردّ على هجمات مليشيات "حزب العمال الكردستاني" المعارض، الذي يتخذ من الأراضي العراقية منطلقاً لهجماته.

وقال مسؤول محلي في قائمقامية قضاء سوران، لـ"العربي الجديد"، إن قوة تركية تضمّ مئات الجنود، اقتحمت بآلياتها المدرعة ودباباتها، قرية برميز وقرى أخرى تابعة لمنطقة بارزان ضمن قضاء سوران، حيث نصبت ثكنات جديدة، وتجولت في الشوارع واستجوبت سكاناً محليين".

وأوضح المسؤول أنه لا توجد قوات أمن عراقية تابعة للحكومة الاتحادية أو قوات للبشمركة في هذه المنطقة، والمنطقة باتت تتقاسم نفوذها القوات التركية ومسلحو الكردستاني"، لافتاً إلى أن عربات مدرعة للجيش التركي تتواجد في مرتفعات تطل على طريق حرير وخليل آغا المؤدية الى جبال قنديل وإلى مسقط رأس مسعود البارزاني في منطقة بارزان.

من جهتهم، أفاد شهود عيان في قضاء سوران، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأن عدداً من السكان الأكراد "غادروا منازلهم خوفاً من مواجهات عسكرية في قراهم بعد دخول الجيش التركي".

ووصف شوان مجيد، التوغل التركي الجديد، بـ"الأوسع"، متحدثاً عن "تحليق طوافات عسكرية منذ مساء أمس السبت، وسماع إطلاق نار، يرجح أن يكون ناجماً عن مواجهات مسلحة بين الأتراك وحزب العمال الكردستاني"، ومؤكداً بدوره مغادرة عددٍ من السكان "خشية وقوع الأسوأ".


في هذه الأثناء، نقلت وسائل إعلام كردية عن مختار قرية بمريز، عبد الرزاق احمد، قوله إن الجيش التركي دخل القرية بالأسلحة الثقيلة، وتواصل مع الأهالي، مؤكداً لهم أن تواجده في المنطقة يأتي في إطار ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

وبحسب وكالة "دروازة" الكردية، فإن الجيش التركي أقام سبع مقرات في منطقة سيدكان، حيث يتواجد فيها أكثر من ألف جندي. كما نشر ناشطون على موقع "تويتر" صوراً لتوغل القوات التركية داخل عدد من القرى العراقية الشمالية في إقليم كردستان.

وقال ضابط في البشمركة يدعى إسماعيل جالي إن التوغل التركي حصل بموافقة الحكومة العراقية، إلا أن مسؤولاً عراقياً في بغداد أبلغ "العربي الجديد" خلال اتصال هاتفي أن الحكومة العراقية لم تمنح أي موافقة لأنقرة بالتدخل الجديد، وتجري اتصالات بين الجانبين لمعالجة الموضوع.