تواصلت العمليات العسكرية في شمال وغرب الضالع جنوب اليمن، بين القوات المشتركة التابعة للشرعية والتحالف وبين الحوثيين، وسط هجمات وهجمات مضادة ينفذها الطرفان، وسقوط عدد كبير من القتلى فضلا عن سقوط عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء منتصف ليلة الثلاثاء الأربعاء، وسط تصاعد المواجهات وتدخل طيران التحالف.
فقد ذكرت مصادر ميدانية وطبية لـ"العربي الجديد" أن أربع نساء لقين مصرعهن، وجرح خمسة آخرون، بينهم طفلان، عندما شن الحوثيون قصفاً عشوائياً ومكثفاً بالسلاح الثقيل على منطقة شخب غرب قعطبة، بعد أن سيطرت القوات المشتركة عليها، عقب معارك عنيفة استمرت ليومين تمكنت خلالها قوات الشرعية من تأمينها.
ووفق المصادر فإنه غالبا ما يلجأ الحوثيون لمثل هذا القصف، في استهداف الأحياء والمناطق السكنية، اذا ما وجدوا أن القوات المشتركة قد تشن هجوما عليهم أو عندما يخسرون أو عندما يبدأون في شن هجوم، من خلال ما يسمونه التمشيط تمهيدا لمحاولة تأمين تقدم عناصرهم، وفي مثل هذه الحالات غالبا ما يسقط المدنيون لا سيما أن مثل هذا القصف غالبا ما يكون عشوائياً.
يأتي هذا فيما شن الحوثيون حملة اعتقالات واسعة بحق مواطنين في مناطق غرب مديرية قعطبة سيما في قرى سليم والفاخر والقرى المجاورة لهذه المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، بمبرر التجسس والتخابر لصالح الجيش الوطني و"المقاومة" الذي يقف على مقربة من هذه المناطق في العود.
وتأتي خطوة الحوثيين هذه استباقية لوقف تقدم القوات المشتركة، التي أصبحت من جديد على مشارف إب، بعدما خسر الحوثيون أمام القوات المشتركة خلال الأيام الماضية لا سيما عقب فقدانهم السيطرة على جميع المناطق والمواقع التي كانوا تمكنوا من الاستحواذ عليها في بداية هجومهم على الضالع، وتمكنوا حينها من السيطرة على مديرية قعطبة، قبل أن تعيد الشرعية والتحالف ترتيب جبهة قعطبة، ثم أطلقت عملية عسكرية لإبعاد الحوثيين عن قعطبة غربا إلى حدود محافظة إب، لتأمين الضالع.
وشن الحوثيون هجوما ليل الثلاثاء الأربعاء على مناطق غرب قعطبة لا سيما في القفلة وباب غلق والفاخر ودفعوا بتعزيزات كبيرة في محاولة لاستعادة المواقع التي خسروها بنفس الوقت الذي حاولوا شن هجوم على منطقة مريس من المحور الشمالي، لكن تعزيزات القوات المشتركة الكبيرة أجبرتهم على التراجع، وكسر الهجوم، في الجبهتين، بمساندة من الطائرات التي استهدفت تعزيزات للحوثيين كانت في طريقها إلى مناطق المواجهات.
وكانت الساعات الماضية قد شهدت أعنف المواجهات وخلفت العديد من القتلى بين الطرفين نظرا لطبيعة المواجهات التي تشهد مواجهات والتحامات مباشرة، وجها لوجه يستخدم فيها السلاح الأبيض، لكن تظل خسائر الحوثيين البشرية هي الأكثر ارتفاعا بسبب اعتمادهم على مقاتلين في سن المراهقة وأطفال، لا يعرفون تضاريس الأرض، وعدم وجود الحاضنة الشعبية.