خرج المئات من أهالي حي الكرادة، وسط العاصمة العراقية بغداد، مساء أمس الأحد، في تظاهرة غاضبة، تحولت إلى مسيرة حداد على ضحايا التفجير الانتحاري، الذي استهدف المنطقة والذي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مسؤوليته عنه، في حين أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، خطة أمنية جديدة، من أجل تعزيز الأمن في بغداد والمحافظات.
وقد شهد مكان الانفجار تجمع المئات من الشبان من أهالي الكرادة، ومناطق بغداد الأخرى، بينما قامت قوات الأمن العراقية، بإغلاق المنطقة بالكامل، ولم تسمح سوى للمشاة بالدخول، بعد تفتيشهم من عناصر الشرطة والجيش، الذين انتشروا بكثافة، لتأمين مراسم التظاهرة التي تحولت إلى حداد.
وطالب المتظاهرون الغاضبون، بتقديم القادة الأمنيين المسؤولين عن حماية المنطقة، للقضاء بتهمة الخيانة والتقصير، كما طالبوا الحكومة بالكشف عن مصير عشرات الشبان، الذين فقدوا بعد تعرض المنطقة للتفجير الانتحاري.
من جهتها، دانت جهات سياسية وشعبية، ومنظمات عراقية ودولية، تكرار الخروقات الأمنية التي أودت بحياة آلاف العراقيين في بغداد ومدن العراق الأخرى، متهمةً الأجهزة الأمنية العراقية، بعدم الكفاءة في أداء واجباتها الأمنية في حماية أرواح المدنيين.
ونتيجة للفشل الأمني في بغداد، وكثرة الانتقادات الشعبية والسياسية الموجهة لأسلوب الحكومة العراقية، في إدارة ملف الأمن في العاصمة بغداد، وبقية المدن العراقية، فقد أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، بياناً رسمياً تضمن خطة أمنية جديدة، من أجل تعزيز الأمن في بغداد والمحافظات.
ومن ضمن إجراءات الخطة الجديدة "دعوة الأجهزة الأمنية، لسحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدويا (اي دي أي) من السيطرات، وتقوم وزارة الداخلية بإعادة فتح التحقيق في صفقات الفساد لهذه الأجهزة، وملاحقة جميع الجهات التي ساهمت فيها".
وكذلك نصت الخطة الأمنية الجديدة على الطلب من وزارة الداخلية العراقية، الإسراع في نصب أجهزة "رابسكان" لكشف العربات على جميع مداخل بغداد، وتأمين مداخل المحافظات.
وأكد البيان أن "على قيادة عمليات بغداد، الإسراع في استكمال وإنجاز حزام بغداد الأمني بالاستفادة من إمكانات وزارة الدفاع والوزارات الأخرى وأمانة ومحافظة بغداد".
يشار إلى أن قيادة عمليات بغداد، كانت قد أعلنت سابقا عن عزمها بناء جدار أمني يحيط بالعاصمة العراقية، بغرض حمايتها مما أسمته تسلل المجاميع الإرهابية، للعاصمة بغداد.
وكانت مصادر أمنية وطبية، قد أعلنت عن مقتل وجرح أكثر من 200 شخص بتفجير انتحاري استهدف منطقة الكرادة التجارية في جانب الرصافة من بغداد، بينما أعلنت الحكومة العراقية حدادا رسميا على ضحايا تفجير الكرادة لمدة ثلاثة أيام.