سجل مطار محافظة المنستير الدولي، ظهر اليوم الخميس، وصول أول طائرة سورية إلى الأراضي التونسية منذ 8 سنوات تحديداً منذ قطع العلاقات بين البلدين، غداة الموقف العربي والدولي من الانتهاكات المسجلة للنظام في حق الشعب السوري.
وحطت ناقلة جوية سورية قادمة من دمشق على متنها نحو 150 سائحاً، في تونس التي اختارها هؤلاء لقضاء عطلة آخر السنة.
ويتزامن هبوط الطائرة السورية في الأراضي التونسية مع تفاقم حراك التطبيع مع النظام السوري ومحاولاته كسب مشروعية دبلوماسية في المنطقة من خلال فتح سفارة دولة الإمارات العربية في دمشق، اليوم، بعد 7 سنوات من إغلاقها، بالإضافة إلى مغازلة نظام بشار الأسد لحكومات عدد من الدول العربية للضغط بهدف رفع قرار جامعة الدول العربية عنه.
ويرى مراقبون أن استقبال طائرة سورية على متنها سياح سوريون يدخل في إطار التطبيع مع النظام السوري، ولا يرتقي إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية لاعتبار أن الموقف الرسمي للدولة التونسية صدح به وزير الخارجية والرئاسة التونسية في أكثر من مناسبة، فلا مجال لإعادة الصيرورة الطبيعية للعلاقات، دون موافقة جامعة الدول العربية ومباركة أممية، لاعتبار السياسة الخارجية التونسية تقوم على ثوابت أهمها احترام القانون والمواثيق الدولية والاحتكام للشرعية الدولية كمرجعية.
والجدير بالذكر أن العلاقات بين تونس والنظام السوري، لم تعد إلى درجة التطبيع الدبلوماسي على الرغم من دعوات بعض الأحزاب ومحاولة ضغطها في هذا الاتجاه. وتكتفي تونس إلى حد الآن بوجود مكتب قنصلي لرعاية مصالح التونسيين في سورية.
في المقابل، يطمح النظام السوري لإعادة أواصر العلاقات الدبلوماسية المبتورة من خلال إحياء رحلات خط الطيران المدني المتوقف منذ ثماني سنوات غداة الموقف العربي والدولي من الانتهاكات المسجلة في حق الشعب السوري.