يواصل النظام السوري والمعارضة السورية حشد القوات والعتاد العسكري في حلب ومحيطها، تحضيراً لمعركة كبيرة قد تندلع في أية لحظة في المدينة، لتحدد مصير المدينة التي تحوّلت خلال السنوات الأربع الماضية إلى ساحة صراع بين الطرفين، الأمر الذي كبّد سكانها خسائر كبيرة جداً في الأرواح.
واستمرت قوات المعارضة بحشد المزيد من مقاتليها في منطقة الراموسة التي سيطرت عليها أخيراً، للتصدي لمحاولات قوات النظام الرامية لاسترجاع هذه المنطقة أولاً، ومن ثم لمحاولة التمدد نحو مناطق سيطرة النظام داخل المدينة. وعلمت "العربي الجديد" من مصادر في "جيش الفتح" الذي خاض المعركة الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي في منطقة مدرسة المدفعية وكليتي التسليح والفنية الجوية جنوب حلب، أن عدد عناصر المعارضة المنضوين في غرفة عمليات "جيش الفتح" الذين خاضوا المعركة الأخيرة جنوب حلب قارب خمسة عشر ألفاً، يضاف إليهم ما يربو على عشرين ألفاً يوجدون في مناطق سيطرة المعارضة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، والتي تمكنت قوات المعارضة من فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام عليها بشكل جزئي، من دون أن تنجح حتى الآن بتأمين طريق لعبور المركبات بسبب استهداف قوات النظام المستمر للمناطق التي سيطرت عليها المعارضة أخيراً.
وتأمل المعارضة التي توعدت النظام بالسيطرة على كامل حلب في المرحلة الرابعة من معركة "ملحمة حلب الكبرى" في بيان صدر عن "جيش الفتح" مساء الأحد، أن يصل عديد قواتها التي تخوض المعركة إلى أربعين ألفاً، نصفهم من قوات "جيش الفتح" وحلفائها القادمين من الجنوب، والنصف الآخر من مقاتلي قوات المعارضة المتحصنين في حلب منذ سنوات. وأكد القيادي في "عملية فتح حلب"، ياسر عبد الرحيم، لوكالة "فرانس برس"، أن "المعركة الكبيرة لم تبدأ بعد"، مضيفاً: "نحن ننتظر المزيد من التعزيزات قبل البدء".
على الجانب الآخر، تواصل قوات النظام أيضاً حشد قواتها للتصدي لأي هجوم كبير قد تشنّه قوات المعارضة في أية لحظة على الأحياء التي يسيطر عليها النظام في حلب. وبالإضافة لقوات الحرس الجمهوري وتشكيلات المدرعات والمشاة التابعة لقوات النظام والمنتشرة على خطوط المواجهة مع قوات المعارضة في مدينة حلب، أرسل النظام خلال الأيام القليلة الأخيرة مزيداً من التعزيزات من المليشيات الأجنبية الداعمة لها، وعلى رأسها قوات حزب الله اللبناني، الذي أرسل بحسب مصادر إعلامية مقربة من النظام في حلب "لواء الرضوان" التابع له، وهو تشكيل مسلح تابع للحزب بات يُعرف بأنه خاض معارك حاسمة إلى جانب قوات النظام كمعركة تدمر الأخيرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
كما قالت المصادر إن قوات من حركة النجباء العراقية يزيد تعدادها عن ثلاثة آلاف مقاتل، قد وصلت أخيراً إلى مدينة حلب لدعم قوات النظام في معركتها المرتقبة ضد المعارضة في المدينة، ورافق هؤلاء كتائب صغيرة من لواء فاطميون المكوّن من مقاتلين أفغان مدربين على يد الحرس الثوري الإيراني، ووصل مقاتلو "النجباء" و"فاطميون" إلى مدينة حلب من ريفها الجنوبي ومن ريف حماة الشرقي. ويضاف إلى كل ما سبق، مليشيات محلية عديدة تقاتل إلى جانب النظام ككتائب الدفاع الوطني المعروفة محلياً بين السكان باسم الشبيحة، وهي تشكيلات لمسلحين متطوعين للقتال إلى جانب النظام، وهم مسلحون ومدربون من قبل قوات النظام، وكتائب البعث، ولواء القدس وهو مليشيا مكوّنة من مقاتلين فلسطينيين مناصرين للنظام السوري يربو تعدادها على خمسة آلاف مقاتل، يقاتلون جميعاً في حلب، واكتسب مقاتلوها خبرة كبيرة نتيجة اشتراكهم خلال السنوات الأخيرة في عمليات عسكرية كبيرة إلى جانب قوات النظام.
اقــرأ أيضاً
ويبدو أن تحضيرات الطرفين لمعركة حلب الفاصلة، لا تقتصر على حشد القوات والعتاد العسكري، بل تمتد إلى محاولة تأمين خطوط الإمداد، إذ يسعى الطرفان إلى قطع طريق إمداد الطرف الآخر إلى المدينة وتأمين خط إمداد خاص به. ونجحت العملية العسكرية الأخيرة التي خاضتها قوات المعارضة جنوب حلب بقطع طريق الراموسة الذي كان يُعتبر خط إمداد قوات النظام الوحيد إلى حلب. إلا أن سيطرة قوات النظام على طريق الكاستيلو، الذي كان يُعدّ خط إمداد المعارضة الوحيد إلى مناطق سيطرتها في حلب، سمح لقوات النظام باستخدام طريق الكاستيلو كخط إمداد بديل لطريق الراموسة.
لكن سيطرة المعارضة على منطقة الراموسة وخط إمداد قوات النظام فيها، لم يسمح لها حتى الآن بتأمين خط إمداد بديل إلى مناطق سيطرتها المحاصرة في حلب، حيث تواصل قوات النظام المتمركزة في معمل إسمنت الشيخ سعيد هجماتها على منطقة الدباغات شرق الراموسة، لتخوض مع قوات المعارضة معارك قوية يمنع استمرارها قوات المعارضة من فتح طريق إمداد من الراموسة إلى مناطق سيطرتها في حلب.
كما حاولت قوات النظام التقدّم تجاه ما بات يعرف بتلة المحروقات، وهي تلة استراتيجية تقع جنوب كلية التسليح جنوب حلب كانت قوات المعارضة قد سيطرت عليها الأسبوع الماضي، إلا أن قوات المعارضة أعلنت صدّ هجوم قوات النظام العنيف في المنطقة وتكبيدها خسائر في العتاد والأرواح.
وجرى ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وروسيا شن الغارات الجوية على المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة أخيراً جنوب حلب، وأهمها مدرسة الحكمة ومشروع 1070 شقة السكني جنوب حي الحمدانية ومدرسة المدفعية وكلية التسليح والكلية الفنية الجوية، إذ شنّت طائرات النظام وروسيا أكثر من عشرين غارة جوية على هذه المناطق يوم أمس الثلاثاء.
بموازاة ذلك، حاولت المعارضة خلال الأيام الأخيرة فتح معارك موازية للمعركة الكبرى في حلب بهدف تشتيت قوات النظام. ولكن هذه المعارك الموازية لم تحقق نتائج مهمة، إذ اضطر مقاتلو المعارضة إلى الانسحاب من نقاط تقدّموا فيها الإثنين في ريف اللاذقية على الساحل السوري غرب البلاد، خصوصاً على محور قلعة شلف، نتيجة القصف العنيف، واتجاه الكثير من مقاتلي تلك الجبهة للمشاركة في معركة حلب وفق ناشطين. كذلك أطلق "جيش الإسلام"، وهو من أكبر فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، الإثنين معركة "ذات الرقاع" لاستعادة مواقع خسرتها المعارضة في الغوطة الشرقية، خصوصاً مطار مرج السلطان. وأكدت مصادر في الجيش المذكور أنه استطاع انتزاع السيطرة على مواقع قرب المطار، منها كتلة مبان سكنية مطلة عليه، مشيرة إلى مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام والمليشيات التابعة لها خلال تلك المعركة. ولكن اللافت هو عدم حدوث معارك مهمة في جنوب سورية، إذ لا تزال الجبهات في محافظة درعا في "حالة سكون"، على الرغم من التطورات الكبرى في شمال البلاد. ومن الواضح أن هذه الجبهات تشهد "هدنة" غير معلنة بين النظام والمعارضة، فرضتها تطورات الأوضاع في سورية، وتداخل المصالح الإقليمية والدولية.
هذا التصعيد العسكري تقابله مخاوف على حياة المدنيين، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى طلب هدنة إنسانية في مدينة حلب. وطالب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية، يعقوب الحلو، والمنسق الإقليمي كيفن كينيدي، "بوقف تام لإطلاق النار أو بهدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة للوصول إلى ملايين الناس الذين هم بأمس الحاجة في كل أرجاء حلب وإعادة تموين مخزونهم من الطعام والأدوية الذي تدنى إلى مستوى خطر".
اقــرأ أيضاً
واستمرت قوات المعارضة بحشد المزيد من مقاتليها في منطقة الراموسة التي سيطرت عليها أخيراً، للتصدي لمحاولات قوات النظام الرامية لاسترجاع هذه المنطقة أولاً، ومن ثم لمحاولة التمدد نحو مناطق سيطرة النظام داخل المدينة. وعلمت "العربي الجديد" من مصادر في "جيش الفتح" الذي خاض المعركة الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي في منطقة مدرسة المدفعية وكليتي التسليح والفنية الجوية جنوب حلب، أن عدد عناصر المعارضة المنضوين في غرفة عمليات "جيش الفتح" الذين خاضوا المعركة الأخيرة جنوب حلب قارب خمسة عشر ألفاً، يضاف إليهم ما يربو على عشرين ألفاً يوجدون في مناطق سيطرة المعارضة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، والتي تمكنت قوات المعارضة من فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام عليها بشكل جزئي، من دون أن تنجح حتى الآن بتأمين طريق لعبور المركبات بسبب استهداف قوات النظام المستمر للمناطق التي سيطرت عليها المعارضة أخيراً.
على الجانب الآخر، تواصل قوات النظام أيضاً حشد قواتها للتصدي لأي هجوم كبير قد تشنّه قوات المعارضة في أية لحظة على الأحياء التي يسيطر عليها النظام في حلب. وبالإضافة لقوات الحرس الجمهوري وتشكيلات المدرعات والمشاة التابعة لقوات النظام والمنتشرة على خطوط المواجهة مع قوات المعارضة في مدينة حلب، أرسل النظام خلال الأيام القليلة الأخيرة مزيداً من التعزيزات من المليشيات الأجنبية الداعمة لها، وعلى رأسها قوات حزب الله اللبناني، الذي أرسل بحسب مصادر إعلامية مقربة من النظام في حلب "لواء الرضوان" التابع له، وهو تشكيل مسلح تابع للحزب بات يُعرف بأنه خاض معارك حاسمة إلى جانب قوات النظام كمعركة تدمر الأخيرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
كما قالت المصادر إن قوات من حركة النجباء العراقية يزيد تعدادها عن ثلاثة آلاف مقاتل، قد وصلت أخيراً إلى مدينة حلب لدعم قوات النظام في معركتها المرتقبة ضد المعارضة في المدينة، ورافق هؤلاء كتائب صغيرة من لواء فاطميون المكوّن من مقاتلين أفغان مدربين على يد الحرس الثوري الإيراني، ووصل مقاتلو "النجباء" و"فاطميون" إلى مدينة حلب من ريفها الجنوبي ومن ريف حماة الشرقي. ويضاف إلى كل ما سبق، مليشيات محلية عديدة تقاتل إلى جانب النظام ككتائب الدفاع الوطني المعروفة محلياً بين السكان باسم الشبيحة، وهي تشكيلات لمسلحين متطوعين للقتال إلى جانب النظام، وهم مسلحون ومدربون من قبل قوات النظام، وكتائب البعث، ولواء القدس وهو مليشيا مكوّنة من مقاتلين فلسطينيين مناصرين للنظام السوري يربو تعدادها على خمسة آلاف مقاتل، يقاتلون جميعاً في حلب، واكتسب مقاتلوها خبرة كبيرة نتيجة اشتراكهم خلال السنوات الأخيرة في عمليات عسكرية كبيرة إلى جانب قوات النظام.
ويبدو أن تحضيرات الطرفين لمعركة حلب الفاصلة، لا تقتصر على حشد القوات والعتاد العسكري، بل تمتد إلى محاولة تأمين خطوط الإمداد، إذ يسعى الطرفان إلى قطع طريق إمداد الطرف الآخر إلى المدينة وتأمين خط إمداد خاص به. ونجحت العملية العسكرية الأخيرة التي خاضتها قوات المعارضة جنوب حلب بقطع طريق الراموسة الذي كان يُعتبر خط إمداد قوات النظام الوحيد إلى حلب. إلا أن سيطرة قوات النظام على طريق الكاستيلو، الذي كان يُعدّ خط إمداد المعارضة الوحيد إلى مناطق سيطرتها في حلب، سمح لقوات النظام باستخدام طريق الكاستيلو كخط إمداد بديل لطريق الراموسة.
لكن سيطرة المعارضة على منطقة الراموسة وخط إمداد قوات النظام فيها، لم يسمح لها حتى الآن بتأمين خط إمداد بديل إلى مناطق سيطرتها المحاصرة في حلب، حيث تواصل قوات النظام المتمركزة في معمل إسمنت الشيخ سعيد هجماتها على منطقة الدباغات شرق الراموسة، لتخوض مع قوات المعارضة معارك قوية يمنع استمرارها قوات المعارضة من فتح طريق إمداد من الراموسة إلى مناطق سيطرتها في حلب.
كما حاولت قوات النظام التقدّم تجاه ما بات يعرف بتلة المحروقات، وهي تلة استراتيجية تقع جنوب كلية التسليح جنوب حلب كانت قوات المعارضة قد سيطرت عليها الأسبوع الماضي، إلا أن قوات المعارضة أعلنت صدّ هجوم قوات النظام العنيف في المنطقة وتكبيدها خسائر في العتاد والأرواح.
وجرى ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وروسيا شن الغارات الجوية على المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة أخيراً جنوب حلب، وأهمها مدرسة الحكمة ومشروع 1070 شقة السكني جنوب حي الحمدانية ومدرسة المدفعية وكلية التسليح والكلية الفنية الجوية، إذ شنّت طائرات النظام وروسيا أكثر من عشرين غارة جوية على هذه المناطق يوم أمس الثلاثاء.
هذا التصعيد العسكري تقابله مخاوف على حياة المدنيين، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى طلب هدنة إنسانية في مدينة حلب. وطالب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية، يعقوب الحلو، والمنسق الإقليمي كيفن كينيدي، "بوقف تام لإطلاق النار أو بهدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة للوصول إلى ملايين الناس الذين هم بأمس الحاجة في كل أرجاء حلب وإعادة تموين مخزونهم من الطعام والأدوية الذي تدنى إلى مستوى خطر".